ودعت موريتانيا اليوم السبت، رئيسها الأسبق محمد محمود ولد أحمد لولي، الذي حكم البلاد لمدة لا تزيد على سبعة أشهر، وتنازل عن الحكم 4 يناير 1980 للرئيس محمد خونه ولد هيداله، ومنذ ذلك الوقت اعتزل المشهد السياسي.
في ساعات الصباح الأولي، وبعد إعلان وفاة الرئيس الموريتاني السابق، توافد عدد من أقاربه وأصدقائه على المستشفى العسكري في العاصمة نواكشوط، حيث تمت إجراءات الغسل، وسط حضور أمني عادي، في مشهد غلبت عليه البساطة، كما عاش الرجل تماما.
الممرضون في أروقة المستشفى بالكاد يتذكرون الفقيد، في حديث جانبي يسأل أحدهم: هل هو المسن الطيب الذي دائما يزور المستشفى للفحوصات.. يقولون إنه سبق له حكم موريتانيا»، العسكري عند البوابة يجيب أحدهم: « هنا جنازة لرئيس سابق لا أتذكر هل هو ولد محمد السالك أم أنه ولد لولي.. لا أتذكره».
وصلت بعد ساعة من إعلان الخبر سيارة للدرك الوطني، توقفت جنب سيارة الإسعاف، كانت تضم فرقة عسكرية، رافقت الجثمان نحو جامع « ابن عباس »، حيث أقيمت الصلاة.
الرئاسة الموريتانية سارعت لإعلان الحداد الرسمي لمدة 3 أيام، وجاء في المرسوم « يعلن حداد لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم السبت الموافق 16 مارس 2019، وذلك بمناسبة وفاة المغفور له باذن الله تعالى الرئيس الأسبق محمد محمود ولد أحمد لولي”.
نقل جثمان الفقيد نحو الجامع الكبير، وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في مقدمة المصلين عليه رفقة الوزير الأول وعدد من أعضاء الحكومة، بالإضافة إلى وزير الدفاع السابق محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، وقادة أركان القوات المسلحة وقوات الأمن والشخصيات السامية في الدولة وجمع غفير من المصلين.
الموريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة « الفيسبوك» بكوا الرئيس الأسبق، كتب المدون الباحث عبد الله الزين “رحم الله مؤسس نظرية الزهد عند العسكر، الرئيس ولد أحمد لولي” ، وأضاف ولد الزين ” الرجل الذي يمكن وصفه بالإنسان الطهراني، اللهم أرحمه واغفر له”.
المدونة والناشطة السياسية افاتو معيبس كتبت “قدرنا في “16 /مارس” أن نحزن وتصادف هذه الذكرى الدراماتيكية الحزينة ترجل فارس من صفوة أبناء الوطن ،وضباطه ،ورؤساءه الرجل الطيب محمدمحمود ولد أحمد لولي تغمده الله بواسع مغفرته ورحمته”.
وقدمت بنت معيبس “خالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة بصفة خاصة وإلى الشعب الموريتاني بصفة عامة وإنا لله وإنا إليه راجعون “.
المدونة فاطمة محمد المصطفى قالت “موريتانيا تودع أحد قادتها الأول، الرئيس الأسبق محمد محمود ولد احمد لولي في ذمة الله. كان استثناء في الورع و عدم التشبث بالكرسي و حب السلطة، قدم استقالته من رئاسة الدولة مفضلا راحة الضمير و عدم التفريط في حقوق المواطني”.
وأضافت “رحم الله الرئيس محمد محمود ولد احمد لولي و أدخله فسيح جناته و ألهم الأهل و الأحباب صبره و سلوانه. تعازينا القلبية لأسرته الضيقة المباشرة و لكل الموريتانيين، كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام”.
نقل ولد أحمد لولي لمقبرة «لكصر» وسط العاصمة نواكشوط ، وسط جمع من الحضور يتقدمهم الرئيس ولد عبد العزيز وجمع من الأهل والأقارب.