اتهمت سيدة موريتانية الجمارك في مطار تونس قرطاج الدولي بابتزازها ومصادرة مبلغ 6500 يورو كانت بحوزتها، خلال توقف بمطار تونس عندما كانت في رحلة رفقة والدتها من نواكشوط إلى المدينة المنورة لأداء مناسك العمرة.
وقالت السيدة التي فضلت حجب هويتها في تصريح لـ « صحراء ميديا »: « لقد غادرت نواكشوط رفقة والدتي الضعيفة والتي تعاني من مشاكل في البصر، يوم 14 يناير الماضي، كانت وجهتنا المدينة المنورة لأداء مناسك العمرة، الرحلة كانت على متن الخطوط الجوية التونسية وتتضمن توقفاً في مطار تونس قرطاج ».
وتضيف السيدة: « بعد نهاية التوقف وصلت إلى المطار، كنت في البداية منشغلة بالبحث عن مقعد متحرك لنقل والدتي نحو الطائرة، حصلت على المقعد وأكملت بصعوبة كبيرة كافة الإجراءات، ولكن عند وصولي إلى بوابة قاعة الإقلاع اعترضتني شرطية أو جمركية، لا أعرف الفرق بينهما، سألتني إن كانت بحوزتي أموال، قلت لها نعم وأعطيتها الوثائق وكل شيء ».
تواصل السيدة سرد تفاصيل قصتها مع الجمارك في مطار تونس: « عندما أبلغتهم أن بحوزتي أموالاً (6500 يورو) فصلوني عن والدتي التي احتجزوها في مكان آخر، ونقلوني إلى مكان منزوٍ، خضعت لعملية تفتيش قاسية، تخللها الكثير من الإهانة والإذلال، وفي النهاية صادروا المبلغ بحجة أنه (غير مصرح به)، أخرجت لهم الوثائق التي تثبت أنه مصرح به، وقلت لهم إنني معتمرة رفقة والدتي، ولكنهم لم يستعموا لأي شيء من ذلك ».
في البداية احتجت السيدة ورفضت التنازل عن المبلغ رافضة المغادرة قبل استعادته، ولكن بعد أن تم الضغط عليها بوالدتها، وتأخر الطائرة حين رفض الركاب الصعود على متنها قبل أن تصل السيدة ووالدتها، كل ذلك دفعها إلى البحث عن والدتها والصعود على متن الرحلة على أن تحاول تسوية المشكلة في رحلة العودة.
تقول السيدة إنها في رحلة عودتها مروراً بتونس اتخذت كافة الإجراءات وأعدت ملف شكاية وتواصلت مع السفارة الموريتانية بتونس، ولكن كل ذلك لم يفض إلى نتيجة في ظل رفض مديرية الجمارك التونسية التعامل مع الموضوع، « والتعاطي بنوع من التعالي مع الموريتانيين »، على حد تعبير السيدة.
قبل أيام توجهت السيدة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية هنا في نواكشوط، وقالت: « التقيت بالأمين العام للوزارة، وهو شخص محترم جداً تعهد لي بالعمل على تسوية الموضوع، لقد كان تعاطي الوزارة معي جيداً، ووجهوا رسالة إلى السفارة التونسية في الموضوع ».
تقول السيدة إن الموريتانيين الذين التقتهم في مطار تونس عند عودتها من المدينة المنورة، أكدوا لها أن الكثير من المسافرين الموريتانيين يتعرضون لعملية ابتزاز واضحة وصريحة من طرف جمارك مطار تونس، ولكن جهل القانون هو الذي يجعلهم ضحية لمثل هذا النوع من الممارسات.
وحاولت « صحراء ميديا » التواصل مع إدارة مطار تونس ومديرية الجمارك فيه، لمعرفة رأيهم في التهم التي وجهتها لهم السيدة الموريتانية، ولكن من دون جدوى، فالهواتف التي وضعوا على موقعهم الإلكتروني لا ترد.