نفى أمير « جبهة تحرير ماسينا » المالي ممادو كوفا، في تسجيل مصور نُشر أمس الخميس، خبر مقتله الذي أعلنه الفرنسيون والماليون قبل ثلاثة أشهر خلال عملية عسكرية جرت وسط مالي، وهو التسجيل المصور الذي يشكل إحراجاً كبيراً لأجهزة الأمن الفرنسية.
كوفا قال في التسجيل الذي حصلت « صحراء ميديا » على نسخة منه، إن خبر مقتله « غير صحيح » وذلك في سياق الرد على أسئلة يطرحها شخصان باللغتين العربية والإنجليزية، أحدهما يمثل مؤسسة « الزلاقة » والآخر يمثل مؤسسة « الأندلس »، وهما مؤسستان إعلاميتان تتبعان للجماعات الإسلامية المسلحة في مالي.
وأكد كوفا أنه لم يكن موجوداً في المكان الذي استهدفته القوات الفرنسية والمالية شهر نوفمبر من العام الماضي، وقال إن الفرنسيين تحركوا بناء على معلومات قدمها « عميل » وقع في قبضة « المجاهدين ».
وقال كوفا: « العميل الذي اعتمدتم عليه لاستهدافنا هو الآن في قبضة المجاهدين، وهو قيد البحث والتحقيق وقد اعترف بجريمته، كما أقول لكم إن عميلكم قد ضللكم من حيث يدري أو لا يدري، فالمركز المستهدف لم تطأه قدماي ».
ووصف كوفا تصريحات وزيرة الدفاع الفرنسية بخصوص مقتله، بأنها « تخبط » و « كذب »، وقال إن « تخبط وزارة الدفاع وبعثتها العسكرية في مالي، ليست بالأمر الجديد بل تكررت عدة مرات، فقد ادعت وزارة الدفاع سابقا أنها قضت على كتيبة تابعة لجماعة (نصرة الإسلام والمسلمين) تتكون من 15 مجاهداً، ليتضح أنها قضت على 11 أسيراً من الجيش المالي كانت الجماعة على وشك إعادتهم إلى عائلاتهم ».
وقال كوفا إن الصحافة « معذورة إلى حد ما » لأنها وقعت في « فخ » الخبر الذي أكدته وزيرة الدفاع الفرنسية، كما أنها « ليست لها قنوات مفتوحة مع مؤسسات الجهاد الإعلامية للثتبت من صحة الأخبار، إلا القليل النادر، بسبب القيود التي تضعها الحكومات ».
وظهر كوفا بصحة جيدة في المقطع الذي كانت مدته أكثر من 19 دقيقة وخلا من أي إشارة للتاريخ، كما كان يحمل سلاحاً ويجانبه شخصان تم إخفاء وجهيهما خلال اللقاء الذي جاء تحت عنوان « أولئك هم الكاذبون »، فيما كان كوفا يقرأ أجوبة أسلئة محاوريه من هاتفه.
وسبقت المقابلة وأعقبتها لقطات دعائية للتنظيم، من ضمنها صور لأطفال وشبان يتدربون على الأسلحة والتصوير وركوب الدراجات والسيارات رباعية الدفع والعابرة للصحراء، كما ظهر « كوفا » وهو يتجول في أحد الأنهار على متن زورق.
ويأتي ظهور « كوفا » بعد أيام قليلة من إعلان الجيش الفرنسي مقتل الجزائري جمال عكاشة المعروف بلقب « يحيى أبو الهمام »، أمير منطقة الصحراء الكبرى التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والرجل الثاني في جماعة « نصرة الإسلام والمسلمين ».
ولكن المقابلة التي أجريت مع « كوفا » خلت بشكل تام من أي إشارة إلى عملية مقتل « أبو الهمام »، ربما لأنها صورت قبل إعلان الخبر.