يتابع الاسبان وأنفاسهم محبوسة عملية إنقاذ الطفل « خولين روزيلو » الذي سقط في بئر عميقة يوم الأحد الماضي، أي قبل أسبوع، لتتحرك فرق الإنقاذ من أجل الطفل البالغ من العمر عامان فقط، وقد بدأت اليوم السبت آخر محاولة لإنقاذ الطفل بمعدات كبيرة الحجم ومتطورة وتحت إشراف مهندسين وبمشاركة مئات الجنود.
سقط الطفل يوم الأحد الماضي في بئر عرضها 25 سنتيمتراً فقط، بينما يصل عمقها إلى 100 متر، أثناء تنزه عائلته في أرض خاصة في توتالان بمدينة « ملقا »، ومنذ سقوطه في البئر بدأت عمليات الإنقاذ فيما لم يتمكن المنقذون من العثور على أدلة تثبت أن الطفل ما يزال على قيد الحياة، لكنهم قالوا إنهم يعملون على أساس أنه لا يزال حياً.
وواجه المنقذون صعوبات في الوصول إلى الطفل بأمان بسبب طبيعة التربة، كما وجدوا صعوبة في نقل معدات ثقيلة على الطرق المنحدرة في المنطقة، ونقلت شاحنات معدات للحفر وأنابيب ضخمة للموقع أمس الجمعة، وبدأت ليل السبت/الأحد عملية الحفر في النفق الأول من بين نفقين سيتم حفرهما للوصول للطفل.
وعبرت السلطات الاسبانية، مساء السبت، عن أملها في الوصول، خلال 35 ساعة، إلى الموقع الذي تعتقد أن الطفل محاصر فيه منذ ستة أيام، وقال أنخيل غارسيا، كبير مهندسي تنسيق عملية البحث والإنقاذ، إن ذلك التقييم يعتمد على أن « يسير كل شيء على ما يرام ».
وأضاف غارسيا أن عملية حفر تجري في نفق عمودي موازي للبئر التي سقط فيها الطفل، قبل أن يقوم اثنان أو ثلاثة من الخبراء في عمليات الإنقاذ المرتبطة بالتعدين بحفر نفق أفقي إلى الموقع الذي يعتقد الخبراء أن الطفل موجود فيه.
وقال غارسيا: « نأمل أن نتمكن من الوصول إليه في أقرب وقت ممكن وإعادته إلى والديه »، قبل أن يضيف: « نتمنى أن تنتهي عملية الإنقاذ فجر الأحد ».
وتعقدت عملية الإنقاذ في أكثر من مرة بسبب طبيعة التربة، إذ واجهت عمليات الحفر صخوراً منعت تقدمها، ما دفع المهندسين إلى تغيير خططهم في أكثر من مرة.
وقالت صحيفة « ألباييس » إن عملية الإنقاذ « معقدة وشديدة الحساسية، بسبب السرعة التي تتطلبها، مع الدقة والحذر، وهي عملية يشارك فيها مئات الجنود »، ونقلت الصحيفة عن كبير مهندسي عملية الإنقاذ قوله إن « الجميع في موقع الإنقاذ يُحس أنه والد الطفل، إنه ابننا جميعاً ويتوجب علينا إنقاذه ».
وأثارت مهمة إنقاذ الطفل دعماً واسعاً في اسبانيا، وأقام سكان المدينة صلوات من أجل الطفل ودعماً لأسرته، فيما تمركز في مكان الحادث فريق طبي للإشراف على صحة الوالدين، وتوفير الدعم النفسي لهما.
وكتب على لافتة يدوية الصنع ونصبت على جانب الطريق قرب موقع عملية الإنقاذ « كن قوياً يا خولين.. توتالان معك ».
وقالت إيزابيل سيلا، المتحدثة باسم الحكومة الاسبانية، أمس الجمعة في مؤتمر صحفي: « نمر بساعات شديدة الصعوبة بالنسبة لأقارب وأصدقاء وجيران (الأسرة)، ونريد أن نرسل لهم دعمنا في هذه اللحظة ».