أقيمت زوال اليوم الجمعة صلاة الغائب على أرواح مهاجرين موريتانيين كانوا في طريقهم إلى السواحل الاسبانية، نهاية الأسبوع الماضي، قالت مصادر إن قاربهم تعرض لحادث وغرق، واعتمدت الأسر على معلومات صادرة عن مواطن من دولة مالي وصفته بأنه « الناجي الوحيد » من غرق الزورق الذين كان على متنه 54 مهاجراً أغلبهم موريتانيون.
وما تزال الأسر الموريتانية متمسكة بالرواية التي أبلغهم بها هذا « الناجي الوحيد »، وهو الذي تشير المصادر المحلية إلى أنه « شاب مالي الجنسية ناطق بالسوننكية، تم إنقاذه من عرض البحر من طرف صيادين مغاربة أخذوه إلى مدينة الناظور المغربية ».
وهذا « الناجي » الذي هزت روايته الشارع الموريتاني، يشكل « لغزاً حقيقياً » منذ أن تم تداول روايته عبر مجموعات أسرية وعائلية « سوننكية » على تطبيق « الواتساب »، قبل أن تنتقل إلى موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك » الذي ساهم بشكل كبير في انتشارها ليتم تناولها بعد ذلك من طرف الإعلام الموريتاني.
وما تزال المعلومات شحيحة جداً عن هذا « الناجي الوحيد »، خاصة وأنه هو المصدر الأول والوحيد لقصة غرق المهاجرين الموريتانيين في عرض البحر ما بين السواحل المغربية والاسبانية.
« صحراء ميديا » في إطار بحثها عن هذا « الناجي » تواصلت مع مصادر عائلية ومحلية أكدت أن بحوزتها مقاطع ورسائل صوتية من « الناجي الوحيد » وهو يتحدث عن تفاصيل حادث غرق الزورق، وكيف نجا من الموت على يد صيادين مغاربة.
ولكن المصادر المحلية والعائلية لا تعرف أي معلومات عن هوية هذا « الناجي الوحيد »، وتكتفي بالإشارة إلى أن جنسيته « مالية »، وأنه يتحدث بـ « السوننكية »، وهي لهجة وطنية موريتانية، يتحدث بها بعص سكان مالي والسنغال.
من جهة أخرى تواصلت « صحراء ميديا » مع منظمة اسبانية مختصة في الهجرة ومساعدة المهاجرين، أكدت أنها « تواصلت » مع هذا الناجي الوحيد، وأنه يتعالج في أحد المستشفيات المغربية، وقالت المنظمة إنه « ما يزال تحت الصدمة ».
المنظمة الغير حكومية أوضحت أن القارب المذكور أطلق نداء استغاثة تلقته فرق الإنقاذ الاسبانية، وخلال النداء وردت معلومات عامة تشير إلى أن القارب على متنه 54 مهارجاً من ضمنهم ثلاث نسوة، ولكن « الناجي » هو من كشف تفاصيل غرق الزورق وأنه صدم من طرف شيء لم يتبينه، وأن جميع ركابه غرقوا مشيراً إلى أن من ضمنهم مهاجرين يحملون الجنسية الموريتانية.
ولكن الغموض يزداد حول هوية هذا « الناجي الوحيد »، عندما سألت « صحراء ميديا » مصدراً في « خلية المتابعة » التي شكلتها الحكومة الموريتانية، عن هذا « الناجي الوحيد »، وهل تحركت الخلية للبحث عنه من أجل الوقوف على حقيقة روايته.
قال هذا المصدر الذي تحفظ على هويته، إن الخلية أجرت اتصالاً مع السفير المالي في المغرب وسألته عن هذا « الناجي الوحيد »، فرد عليها بأنه « لا علم له بوجود أي مواطن مالي في المستشفيات المغربية بعد أن غرق »، ولكن السفير أكد في الوقت ذاته أن هنالك مواطنين ماليين محتجزين في الناظور لدى المصالح الأمنية المغربية.
وتساءل السفير المالي قائلاً: « ما دام الناجي قد تواصل مع عائلات المهاجرين الموريتانيين، فلماذا لم يتواصل مع سلطات بلاده أو مع عائلته في مالي »، مستغرباً الرواية التي يتم تداولها.
وأضاف المصدر الموريتاني: « لقد حاولنا بكل الوسائل الوصول إلى هذا الناجي، وبذلنا جهودا كبيرة من خلال التواصل مع المصالح الصحية والأمنية في المغرب، ومن خلال الأشخاص الذين تحدثوا عنه، إلا أننا لم نتمكن من الوصول إليه »، رغم تأكيد المنظمة الاسبانية أنها « تواصلت » مع هذا الناجي والتحدث معه.
وكانت المنظمة الاسبانية قد أشارت في حديثها مع « صحراء ميديا » إلى أنه في ظل عدم العثور على أي جثث أو ناجين، فإنه من الصعب تحديد هويات المفقودين، مؤكدة أن الحديث عن وجود موريتانيين على متن القارب صادر عن هذا « الناجي الوحيد »، والأسماء التي تم تداولها صادرة عن « الأهالي ».