أعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وعدد من قرى ولاية كيدي ماغا، أن صلاة الغائب ستقام على أرواح المهاجرين الموريتانيين الذين فُقدوا بعد غرق زورقهم قبالة السواحل المغربية والاسبانية، رغم تضارب الأنباء والروايات بهذا الخصوص.
وقالت « الجمعية الرياضية والثقافية لمنحدري كيديماغا » في بيان صحفي وزعته اليوم الجمعة إن « صلاة الغائب على الضحايا ستقام بجامع الأنصار بالسبخة بعد صلاة الجمعة مباشرة »، قبل أن تضيف أنها « قد تقام أيضا بجوامع أخرى في كيديماغا ونواكشوط ».
وأوردت الجمعية في بيان موقع باسم رئيسها عثمان فودي ماريكا، الرواية التي يتم تداولها من طرف أهالي الضحايا والمصادر المحلية، وهي رواية قالت الجمعية إنها تؤكد « اختفاء نحو 52 مهاجرا سريا على زورقهم وهم في طريقهم إلى اسبانيا، من بينهم 19 شخصا منحدرين من ولاية كيدي ماغا ».
الجمعية نقلت عن ذوي المفقودين من منحدري كيدي ماغا قولهم إن « المهربين اتصلوا بهم وأخبروهم بفقدان أبنائهم غرقا في البحر »، بينما تشير في الوقت ذاته إلى أن « كل المعلومات المؤكِدة لغرق الزورق، ووفاة الضحايا، مصدرها الناجي الوحيد من بين الـ 52 الذين كانوا على متنه ».
وقالت الجمعية إن الناجي الوحيد « هو شاب مالي الجنسية ناطق بالسوننكية، تم إنقاذه من عرض البحر من طرف صيادين مغاربة أخذوه إلى مدينة الناظور المغربية ».
وتقول رواية هذا الناجي الوحيد إن المهاجرين المفقودين « أبحرو ليلة السبت 12 يناير، وانفجر زورقهم المطاطي المنفوخ الذي كانوا يستقلونه في عرض البحر، وبقي هو والمدعوة مريم – المرأة الوحيدة بينهم – قبل أن تسقط هي أيضا بعد ذلك ».
وأشارت الجمعية إلى منشور كتبته « هلينا ملينو »، التي قالت إنها « عاملة إنقاذ بالبحرية الإسبانية »، تؤكد خبر غرق الزورق، رغم الصمت الرسمي الاسباني وغياب الخبر عن صفحات الإعلام في كل من اسبانيا والمغرب.
وأكدت الجمعية أن من ضمن المفقودين شاب يدعى « سيدي كمارا »، وهو لاعب كرة قدم من الهواة سبق أن حصل على « لقب أفضل لاعب صاعد لبطولة كيديماغا لكرة القدم السنة المنصرمة والمنظم من طرف الجمعية ».
ورغم تمسك المصادر المحلية والعائلية بالرواية المؤكدة لغرق الزورق واختفاء المهاجرين الموريتانيين، ما تزال الجهات الرسمية الموريتانية تلتزم الصمت، رغم تأكيد مصادر رسمية موريتانية لـ « صحراء ميديا » أنها شكلت « خلية متابعة » وتتواصل مع السلطات المغربية والاسبانية بهذا الخصوص.
وإن كانت السلطات المغربية قد أكدت للموريتانيين أنها لم تسجل اي حالة غرق خلال الأيام الأخيرة في مياهها الإقليمية، ما تزال السلطات الموريتانية تنتظر الرد الاسباني.
في غضون ذلك تحققت السفارة الموريتانية في المغرب من هويات 19 مهاجراً موريتانياً موقوفين لدى المصالح الأمنية المغربية في مدينة الناظور، ولكنها حتى الآن لم تشر إلى أن هنالك علاقة بين هؤلاء المهاجرين وأولئك المفقودين.