دعا رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو، إلى تأسيس حركة وطنية واسعة « مكنسة وطنية » لتخليص البلد مما قال إنها « شبكات المافيا السياسية »، واصفاً مبادرة تعديل الدستور الأخيرة بأنها « محاولة انقلابية » يقف وراءها الرئيس محمد ولد عبد العزيز، قبل أن يدعو الشباب والمواطنين إلى احتلال مبنى البرلمان.
ولد بوعماتو الموجود خارج البلاد منذ عدة سنوات بسبب معارضته الشرسة لنظام ولد عبد العزيز، أصدر بياناً مساء اليوم السبت تحت عنوان « دعوة لمقاومة الانقلاب على الدستور »، خصص فقرات واسعة منه للحديث عن ما سماه « التسيير الكارثي للنظام خلال السنوات العشر الأخيرة »، والذي قال إنه « انتهى بفشل ذريع على جميع الأصعدة؛ الثروات المعدنية والسمكية تم نهبها من طرف ثلة من الوسطاء الذين جمعوا ثرواتٍ هائلة في الوقت الذي تعيش أغلبية الموريتانيين في فقر مدقع ».
وفيما يتعلق بمبادرة تعديل الدستور الأخيرة قال ولد بوعماتو إن ولد عبد العزيز الذي يصفه في البيان بـ « الدكتاتور » دون أن يذكره بالاسم، هو من يقف وراء المبادرة، قبل أن يقول: « يلجأ الدكتاتور هذه المرة إلى ما يفترض أنها مبادرة برلمانية تقودها حفنة من المتورطين في جميع الجرائم الاقتصادية التي ارتكبها نظامه ».
وقال ولد بوعماتو إن موريتانيا تمر بـ « وضع خطير »، مشيراً إلى أن هنالك « مخاطر رهيبة تهدد وحدة واستقرار بلدنا »، قبل أن يضيف: « أطلق نداء إلى جميع النواب المتعلقين بالديمقراطية ومبدأ فصل السلطات وأدعوهم إلى قطع الطريق أمام هذا الانقلاب على الدستور، الذي يخطط له هذا الديكتاتور الانقلابي ».
ويضيف ولد بوعماتو أن « على أعضاء مجلس الشيوخ الذي تم حله في استفتاء غير دستوري شهر أغسطس 2017، يجب عليهم الالتحاق بالقوى الحية للأمة من أجل الدفاع عن الديمقراطية والحرية ضد استبداد نظامٍ منتهٍ، إنهم منتخبون من طرف الشعب ويجب انطلاقاً من ذلك أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه الظروف الحساسة والاستثنائية التي يمر بها بلدنا »، وفق نص البيان.
وفي الأخير وجه ولد بوعماتو نداء إلى الأحزاب السياسية، والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، يدعوها فيه إلى أن « تكون جزء من مقاومة الشعب لهذه المحاولة اليائسة للديكتاتور يريد منها البقاء في الحكم ».
كما دعا ولد بوعماتو إلى احتلال مبنى البرلمان من طرف « كافة الشباب وجميع المواطنين المتعلقين بالحرية والتبادل الديمقراطي »، وذلك من أجل « مقاومة هذا الانقلاب الجديد على الدستور ».
وفي الأخير دعا إلى تأسيس حركة واسعة « مكنسة وطنية » الهدف منها هو « تخليص البلد من شبكات المافيا السياسية التي استحوذت على ممتلكات الدولة ونهبت خيرات البلد »، على حد تعبيره.
وسبق أن لعب ولد بوعماتو دوراً محورياً في إفشال تمرير التعديلات الدستورية السابقة (2017) عبر مجلس الشيوخ، وفق ما توصلت إليه تحقيقات الأمن الموريتاني.