أعلنت مفوضية الانتخابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فجر اليوم الخميس، فوز مرشح المعارضة فليكس تشيسكيدي بانتخابات الرئاسة التي أجريت في 30 ديسمبر الماضي.
وقد تقود النتيجة إلى أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد منذ الاستقلال عن بلجيكا عام 1960، بيد أن مراقبين أبلغوا عن وقوع سلسلة من المخالفات خلال الانتخابات، التي تقول المعارضة إنها شهدت تزويرا.
ويمكن للمرشحين الخاسرين، ومن بينهم رجل الأعمال مارتن فيولو، ومرشح الحزب الحاكم إيمانويل رامازاني شادري، الطعن في النتيجة أمام المحكمة الدستورية، التي يمكنها نظر أي طعون والفصل فيها خلال عشرة أيام.
وقال رئيس مفوضية الانتخابات كورنيلي نانجا في مؤتمر صحفي في الساعة الثالثة صباحا (02:00 بتوقيت غرينتش) إن تشيسكيدي حصل على38.57 في المئة من الأصوات التي تجاوزت 18 مليونا.
واختير توقيت عقد المؤتمر الصحفي لإعلان النتائج فيما يبدو من أجل تجنب أي رد فعل فوري في الشوارع.
وذكر نانجا أن تشيسكيدي حصل على ما يربو على سبعة ملايين صوت، مقارنة مع نحو 6.4 مليون لفيولو، وهو زعيم آخر للمعارضة، وزهاء 4.4 مليون لشادري، الذي اختاره الرئيس جوزيف كابيلا لخلافته.
ومن المؤكد أن تثير النتيجة مزيدا من الشكوك في أن تشيسكيدي، الذي أظهرت آخر استطلاعات للرأي قبل الانتخابات تأخره بفارق كبير عن فيولو، وقالت رويترز إنه « أبرم اتفاقا لتقاسم السلطة مع كابيلا ».
وأقر معسكر تشيسكيدي بوجود اتصالات مع ممثلي كابيلا، لكنه نفى أن يكون هناك اتفاق من أي نوع.
ويتعارض إحصاء الأصوات الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية في الكونغو مع النتائج الرسمية، وأبلغت بعثة مراقبة تابعة لمؤتمر أساقفة الكنيسة دبلوماسيين بأن إحصاءها أظهر فوز فيولو.
ويهيئ ذلك الساحة لأزمة محتملة بين الحكومة الكونغولية والكنيسة، التي نشرت 40 ألف مراقب للانتخابات، وتعتبر أكثر مؤسسات الكونغو تأثيرا ومصداقية.
وسيحل الفائز، أيا كان، محل كابيلا الذي يحكم البلاد منذ اغتيال والده عام 2001، وشهدت الكونغو الديمقراطية أعمال عنف بعد انتخابات عامي 2006 و2011.
وشاب الانتخابات سوء تنظيم، وقطعت السلطات خدمة الإنترنت عن 80 مليون مواطن في أعقاب الاقتراع، وذكر مراقبون أن كثيرا من مراكزا لاقتراع فتحت متأخرة وأغلقت مبكرا وتوقفت أجهزة التصويت عن العمل في بعض الأماكن.
ومُنع أكثر من مليون مواطن في معاقل المعارضة من التصويت بعد أن ألغت المفوضية الانتخابات هناك، مشيرة إلى انتشار مرض إيبولا وأعمال عنف عرقية.
وتنافس في الانتخابات 21 مرشحا من أبرزهم وزير الداخلية السابق ايمانويل رامزانى شادرى، وهو مرشح الرئيس الحالي جوزيف كابيلا، في مواجهة اثنين من أبرز مرشحي المعارضة؛ وهما السياسى المخضرم فيلكس تشيسكيدى ومارتن فيولو الذي دخل معترك السياسة مؤخرا.
من جهة أخرى دعت الولايات المتحدة الأمريكية مواطنيها إلى مغادرة الكونغو الديمقراطية قبيل إعلان نتائج الانتخابات، وفق ما نقلته شبكة « إيه بي سي » الإخبارية الأمريكية، أمس الأربعاء، عن السفارة الأمريكية في الكونغو.