قال القيادي في حزب « المستقبل » المعارض والزعيم النقابي الساموري ولد بي، اليوم الجمعة، إن موريتانيا تواجه ما سماه « خطر حرب أهلية »، داعياً في السياق ذاته إلى ضرورة أن التحرك لتفادي الأمر وتدارسه.
جاء ذلك في منشور كتبه ولد بي على موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك »، وهو المنشور الذي أثار الجدل وتفاعل معه الكثير من الناشطين الموريتانيين على هذا الموقع.
وتنوعت التعليقات على منشور ولد بي، ففي الوقت الذي انتقد الكثير من المعلقين ما كتبه ودعوه إلى « الابتعاد عن الفتن وتجنيب البلاد خطورتها »، دعا آخرون لتوضيح فحوى هذه التدوينة، بينما ذهب آخرون إلى أن حسابه مقرصن.
وفي اتصال مع « صحراء ميديا » أكد ولد بي أنه هو من نشر التدوينة المثيرة للجدل، وقال إن دوافع التدوينة هو اجتماع حضره قبل يومين في وزارة الوظيفة العمومية ترأسه الوزير وطاقمه؛ وشارك فيه ممثلو النقابات العمالية في موريتانيا.
وأوضح ولد بي أن الوزير أبلغ ممثلي النقابات أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم يحضر لمسيرة ضد من وصفهم الوزير بأنه « متطرفون وعنصريون »، طالبا من جميع النقابات التعبئة لهذه المسيرة.
ولكن ولد بي أشار إلى ان الوزير كان يقصد بحديثه عن المتطرفين والعنصريين « شريحة الحراطين »، مؤكداً أن أحد المشاركين في الاجتماع أشهر مسدساً في وجهه عندما احتدم النقاش حيال خطورة التوتر العرقي في البلاد.
وانتقد ولد بي عدم تدخل الوزير لإيقاف صاحب المسدس، وأكد أنه اعترض على استغلال مرفق عمومي لتسويق مسيرة لحزب سياسي يمتلك مقراته وأقسامه لمواجهة شريحة من المجتمع، حسب تعبيره.
في غضون ذلك كتب رئيس حزب « الصواب » المعارض عبد السلام ولد حرمه، في تعليق على ما كتبه ولد بي: « أغلب الظن أن حساب الساموري ولد بي تعرض للقرصنة، ولا يخضع لإرادته في هذه اللحظات »، بينما ذهب الصحفي عُبيد ولد أميجن إلى القول إن الساموري « لا يمكنه أن يتحدث من فراغ ».
أما القيادي في الحزب الحاكم المختار ولد داهي فقد علق على تدوينة ولد امجين وكتب: « ما قاله الساموري تهويل جنوني »، وأضاف ولد داهي قائلاً: « لا يحمل المناخ السياسي ولا الاجتماعي الحالي إلا مخائل التعايش والإجماع حول أولوية وأسبقية المسألة الشرائحية ».
وتأتي هذه الضجة بعد أن دعا الحزب الحاكم الأحزاب إلى مسيرة لرفض ما سماه « خطاب الكراهية والعنصرية أيا كان مصدره »، وهي المسيرة التي ستنظم الشهر المقبل.