وصف الجيش الفرنسي العملية التي شنها جنوده في مالي ضد كتيبة ماسينا، فجر أمس الجمعة، بأنها كانت « ناجحة »، خاصة بعد الحديث عن احتمال مقتل قائد الكتيبة « ممادو كوفا » في العملية، وهو خبر لم يؤكده الفرنسيون حتى الآن.
وقال الجيش الفرنسي في أول تقرير صادر حول العملية تم نشره على الموقع الإلكتروني للجيش الفرنسي، إن العملية شكلت « ضربة قوية » لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي تعد كتيبة ماسينا أحد فروعها.
ونشر الجيش الفرنسي بعض التفاصيل حول العملية، مشيراً إلى أنه قد شاركت فيها طائرة ميراج 2000، وهيليكوبتر تيغر وغازيل، كما ساهمت فيها طائرات درون، وطائرة تزويد بالوقود (C135)، بالإضافة إلى مروحيات مناورة عسكرية.
وقال التقرير الفرنسي إن العملية بدأت بضربات جوية أحدثت « إرباكاً » لدى الهدف، قبل أن تتبعها مواجهة مباشرة، من خلال إنزال جوي وتحرك وحدات عسكرية فرنسية على الأرض، فيما أظهرت صورة نشرها الجيش استعانة الجنود الفرنسيين بالكلاب لتفتيش الغابات.
ولم يكشف الجيش الفرنسي عدد الجنود المشاركين في العملية، من أصل 4500 جندي فرنسي منتشرين في منطقة الساحل الأفريقي ضمن عملية برخان لمحاربة « الإرهاب »، وأغلب هؤلاء الجنود موجود في دولة مالي.
وفي حين لم يوضح الجيش الفرنسي إن كان قد شارك في العملية جنود غير فرنسيين، من دولة مالي أو إحدى دول الساحل الخمس الأخرى، قالت وزارة الدفاع المالية إن العملية العسكرية تمت بالتعاون بين الجيش المالي والقوات الفرنسية.
وقالت وزارة الدفاع المالية في بيان صحفي اصدرته أمس الجمعة: « نبلغ الرأي العام الوطني والدولي أن القوات المسلحة المالية وقوات برخان (الفرنسية) شنوا عملية منسقة، في وسط مالي يوم 23 نوفمبر 201، ضد قاعدة توجد بها قيادة كتيبة ماسينا ».
وتشير المعلومات الصادرة بشكل رسمي إلى أن الهجوم وقع في منطقة « موبتي » وسط مالي، وهي المنطقة التي تنشط فيها كتيبة « ماسينا »، ويعد « كوفا » زعيمها الذي أربك حسابات الفرنسيين وكبد الجيش المالي خسائر كبيرة في هذه المنطقة.
ولكن الفرنسيين لم يحددوا بالضبط موقع الهجوم، مكتفين بالإشارة إلى أنه وقع في منطقة « موبتي »، بينما تشير المعلومات التي حصل عليها مراسل طصحراء ميديا » من مصادر خاصة إلى أن الهجوم وقع في منطقة ما بين قريتي « وغو » و « فاريماكي »، وهي منطقة تقع على ضفاف نهر النيجر، وتتميز بانتشار الغابات والأحراش.
ويشير الفرنسيون إلى أنه بعد تقييم العملية فإن المعطيات التي لديهم تشير إلى « تحييد أكثر من ثلاثين إرهابياً »، من دون أن يكشف الفرنسيون طبيعة هذا التحييد إن كان بالقتل أو الاعتقال، وقال الفرنسيون إنه من المحتمل أن يكون من بين الذين تم تحييدهم زعيم كتيبة ماسينا « ممادو كوفا » وعدد من أهم قادتها.
بينما قالت وزارة الدفاع المالية في بيانها إنها تأكدت من مقتل « كوفا » خلال العملية، بالإضافة إلى شخص يدعى « دجوريتو »، هو قائد الفرقة التي تعرضت للهجوم، وشخص آخر يدعى « بوبالا »، هو قائد العمليات في كتيبة « ماسينا ».
واعتبر الجيش الفرنسي أنه بعد « تصفية قائد كتيبة غورما قبل أسبوعين، فإن التصفية المحتملة لقائد كتيبة ماسينا تعد ضربة جديدة وقوية جداً لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي كان أحد أبرز قادتها ».
واحتفى الجيش الفرنسي بالعملية وقال إنها « تؤكد فعالية قوات برخان، إلى جانب القوات الشريكة المحلية والمينيسما، وقدراتها على التحرك في أي وقت وأي مكان ضد الجماعات الإرهابية، كما تظهر العملية أن هذه الجماعات لا تملك أي ملجأ في مالي ».
من جانبه وجه الجنرال فرانسوا ليكوانتر، قائد أركان الجيوش الفرنسية، التحية إلى القوات الفرنسية المشاركة في عملية برخان والتي قادت الهجوم ضد كتيبة ماسينا.
وأشار الجنرال الفرنسي إلى أن العملية نجحت بفضل « التحضير الدقيق والتنسيق الكامل ما بين جميع القوات الفرنسية المنتشرة في الساحل »، من دون أن يشير إلى أي دور للماليين أو الأمم المتحدة في العملية.
في غضون ذلك ما تزال جماعة « نصرة الإسلام والمسلمين » تلتزم الصمت، حتى زوال يوم السبت، حيال العملية التي استهدفت واحداً من أهم فروعها في مالي.