وجه نواب المعارضة انتقادات لاذعة لبرنامج عمل الحكومة الموريتانية الذي تتم مناقشته اليوم السبت في البرلمان الموريتاني، وقال هؤلاء النواب إن البرنامج لم ينعكس على أوضاع المواطنين.
وقال النائب البرلماني عن حزب التحالف الشعبي التقدمي السغير ولد العتيق إن « برنامج عمل الحكومة تميز بالعمومية، وغابت عنه معالجة القضايا التى يعيشها الشعب ».
وأضاف ولد العتيق أن برنامج الحكومة الذي قدمه الوزير الأول محمد سالم ولد البشير هو « نفس البرنامج » الذي قدمته الحكومة السابقة « مع تغيير طفيف »، وقال ولد العتيق إن « البرنامج تحدث عن انجازات، وأنا هنا أتساءل عن سبب وصف هذه الإنجازات بالملموسة ».
وتساءل ولد العتيق: « هل تقلصت نسبة البطالة والفقر »، مشيراً إلى أن « التعليم يعاني من هشاشة البنية التحتية، لذا لم أفهم الحديث عن جودة التعليم ».
وبخصوص حديث البرنامج الحكومي عن « حسن المعيشة للمتضررين من الاسترقاق »، تساءل ولد العتيق: « هل شاهدتم الأحياء الخشبية والتعرض للشمس »، قبل أن يضيف: « أي منطق تبررون به للشعب الموريتاني هذه الأمور ».
وخلص ولد العتيق إلى القول إن « الشعب الموريتاني أدرى بما يحدث على أرض الواقع ».
من جانبه قال النائب عن حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض عبد الرحمن ميني إن « موريتانيا تتصدر لائحة الدول في الفساد، وقد تحولت مؤسسات الدولة إلى هياكل فاقدة للمعنى ».
وقال ولد ميني في مداخلته « إننا نشاهد الآن إفلاس شركة (سنيم) والميناء والخطوط الجوية »، وهنالك مشاريع وهمية على غرار « شركة السكر وجسر مدريد وفندق شيراتون ».
وأوضح ولد ميني أن مديونية موريتانيا زادت خلال حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، مشيراً إلى أن « العشرية الأخيرة شهدت الكثير من الفساد وانتهاك القوانين وحل مجلس الشيوخ بموجب تعديلات غير دستورية ».
وقال ولد ميني إنه « تم سب الرسول صلى الله عليه وسلم وتمزيق المصحف وممارسة الظلم نتيجة فشل المنظومة التعليمية وانتشار المخدرات ومشاكل التعايش السلمي التي زرعها النظام ».
وخلص ولد ميني إلى القول إن « بقاء بيرام ولد الداه ولد اعبيدي في السجن يمس شفافية الجمعية الوطنية »، وفق تعبيره.
من جانبها قالت النائب البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية « تواصل » سعداني بنت خيطور إن الحكومة الحالية « لا تمثل غالبية الشعب الموريتاني »، مشيرة إلى وجود « الإقصاء رغم الكفاءة ومشاكل في التراتبية »، وفق تعبيرها.
وفي سياق التعليق على برنامج الحكومة الذي قدم الوزير الأول، اعتبرت بنت خيطور أن « برنامج الحكومة الماضية يشبه البرنامج الحالي »، داعية إلى المزيد من « الشفافية وتعزيز مفهوم المواطنة ».
بينما دعت فاطمة بنت خطري، النائب عن حزب (عادل)، إلى التركيز على التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة لضمان ما سمته « انتقالا سلسا للسلطة ».
وأوضحت بنت خطري أن « موريتانيا تمر بمرحلة غير مسبوقة لأنها تستعد لانتقال السلطة ».