تفاعل الموريتانيون الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك » مع مبادرة أطلقها أحد المدونين لاختيار ما سماه بأنه « أفضل مدون موريتاني في 2018 »، في مبادرة أطلق عليها عنوان « اللايك الذهبي ».
الفكرة مع أنها حظيت بتفاعل كبير، إلا أنها أثارت الكثير من الانتقادات خاصة بعد الطابع الجاد الذي أخذت به من طرف الكثير من الناشطين على الفيسبوك، وتحولت إلى سباق حقيقي لنيل هذه الصفة: « أفضل مدون ».
وكان صاحب الفكرة قد كتب في منشور أسماء 60 مدوناً موريتانيا على فيسبوك، ولكن العدد تقلص بسبب انسحاب العديد من المدونين من « السباق »، وهو ما برره صاحب الفكرة بالقول إن انسحابهم كان يعود إلى « ظروف قاهرة ».
طلب صاحب الفكرة من أصدقائه ورواد صفحته الراغبين في التصويت « التعليق أسفل المنشور مرة واحدة بكتابة رقم المتسابق أو كتابة اسمه »، كما وضع شروطاً وقوانين للتصويت: « من علق مرتين فصوته لاغ، وبالنسبة لأصحاب الحملات يمكنهم مشاركة المنشور فقط ».
يعرف صاحب الفكرة نفسه بأنه « حاصل على شهادة لصانص في التاريخ والحضارة من جامعة لعيون »، مضيفاً أنه « مصمم شعارات ولوحات؛ شاعر وقارئ ورسام ».
ولكن الفكرة عزف عنها العديد من المدونين، كما انتقدت من طرف بعضهم الآخر، وكتب الصحفي الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله: « لقد اطلعت على اسمي ضمن لائحة من المتسابقين على لقب فيسبوكي معين. أشكركم على الاستحضار ولكن أتمنى أن تبعدوني عن مثل هذه المسابقات ».
واقترح ولد سيدي عبد الله أن يقتصر تنظيم هذا النوع من المسابقات على فئة عمرية معينة من رواد موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك ».
وإن كانت الفكرة قد حظيت بتفاعل واسع إلا أنها في مجملها كانت أقرب إلى الترفيه من العمل الجاد، فلم يتم الكشف عن المعايير التي تم وفقها اختيار المدونين الذين قدموا للتصويت، كما غابت الكثير من المعطيات المهمة في المسابقة.
ذلك ما تحدث عنه الكاتب الصحفي عبيد ولد اميجن في تدوينة قال فيها إن المسابقة « تظهر كراهية ضد آراء شرائح واثنيات وثقافات موريتانية أصيلة، وتعبر عن التفوق العرقي والتحكم في إدارة الرأي العام ».
وأضاف ولد إيميجن أن المسابقة « تفرض لغـة واحدة، وعين واحدة ولسان واحد، وتجعل التدوين تجارة والفيسبوك سوق للتبتابة ».
وتحول الفيسبوك في السنوات الأخيرة إلى موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً في موريتانيا، وأصبحت نقاشاته تتناول السياسة والمجتمع والاقتصاد، ويتم من خلاله تحريك الرأي العام المحلي.