توصف بأنها آخر رهينة فرنسية تقع في قبضة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو النسخة الجديدة الممثلة في تحالف « جماعة نصرة الإسلام والمسلمين »، صوفي بيترونان تلك السيدة الفرنسية البالغة من العمر 75 عاماً، والتي قال خاطفوها إن صحتها تدهورت بشكل كبير.
الجماعة أصدرت بياناً يحمل تاريخ يوم السبت 10 نوفمبر الجاري، وتم نشره اليوم الأحد، قالت فيه إن الرهينة تدهورت صحتها، وأكدت أنها لا تتحمل أي مسؤولية في حال تعرضت لأي مكروه.
وخاطبت الجماعة أسرة الرهينة، وقالت إنها تود أن تبين أنه « إذا ما وقع المكروه لصوفي فإن الجماعة لا تتحمل أية مسؤولية، فقد بذلت كل الوسع في توفير أسباب الراحة والعلاج لها والحفاظ على صحتها ».
وأضافت في السياق ذاته أنها « بذلت كل الوسع لغلق ملفها نهائيا إلا أن تعنت الحكومة الفرنسية حال دون ذلك »، وفق نص البيان.
لا يخلو البيان من محاولة للضغط على الحكومة الفرنسية لإعادة فتح باب المفاوضات من جديد بخصوص الرهينة، إذ تقول الجماعة إن الفرنسيين هم من « أوقف » المفاوضات، وبالتالي يتحملون مسؤولية وقوع أي مكروه لها.
ولكن في المقابل يبدو القلق على صحة الرهينة حقيقي، وهي التي تعاني من مرض السرطان والملاريا، وهي أمراض لن تقاومها سيدة على أعتاب الثمانين، وتعيش في قلب الصحراء.
اختطفت « صوفي » في شهر ديسمبر عام 2016، من مدينة غاو عاصمة الشمال المالي، حيث كانت تنشط في مجال العمل الإنساني، ومر على اختطافها منذ ذلك الوقت 687 يوماً حتى صدور بيان جماعة « نصرة الإسلام والمسلمين ».
تنحدر من مدينة بوردو الفرنسية، وتحمل الجنسية الفرنسية والسويسرية، حاصلة على شهادة جامعية في مجال المختبرات، كما استفادت من تكوين طبي، قبل أن تتخصص في سوء التغذية والأمراض الاستوائية.
اكتشفت « صوفي » مدينة غاو عام 1996، زارتها عدة مرات قبل أن تستقر فيها عام 2001، وأسست عام 2004 جمعية غير حكومية تساعد الأطفال المصابين بسوء التغذية، تحمل اسم « جمعية مساعدة غاو ».
كانت « صوفي » مقيمة في مدينة غاو عندما دخلتها كتائب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عام 2012، ونجت آنذاك من الاختطاف بأعجوبة حين احتمت بالقنصلية الجزائرية في غاو، ولكن مقاتلي القاعدة هاجمو القنصلية واختطفوا دبلوماسيين جزائريين، ولكن « صوفي » غادرت المبنى عبر بوابة خلفية.
تمكنت « صوفي » من عبور الصحراء متخفية بصحبة أسرة من السكان المحليين، وغادرت البلاد في مغامرة روتها بالتفصيل في مقابلات مع الصحافة الفرنسية آنذاك.
عادت « صوفي » إلى مالي في العام الموالي (2013)، رغم التحذيرات التي سمعتها من خطورة الوضع هناك، وإمكانية تعرضها للاختطاف، ولكنها رفضت كل ذلك وعادت لتمارس نشاط جمعيتها، حتى تعرضت للاختطاف قبل قرابة عامين.
ظهرت « صوفي » في مقطع فيديو تم بثه سبتمبر الماضي، كانت علامات الضعف واضحة عليها، فقد أخذ منها المرض وبدا صوتها ضعيفاً وهي تطلب من الحكومة الفرنسية عدم التضحية بها.
اليوم، وبعد بيان جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، يبدو واضحاً أن الجماعة تخشى أن يختطف المرض « صوفي » قبل أن تتم صفقة تحريرها مع الفرنسيين، أم أن الجماعة قد تفرج عنها بسبب وضعها الصحي، وهو ما سبق وأن حدث.