قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إنه لن يعمل « شخصيا » على تعديل الدستور من أجل البقاء في الحكم لمأمورية رئاسية ثالثة، ولكنه رفض الإفصاح عن مستقبله السياسي خلال السنوات المقبلة.
ولد عبد العزيز الذي كان يتحدث في لقاء مع صحفيين ليل الخميس/الجمعة بالقصر الرئاسي، قال في سياق الرد على سؤال حول المأمورية الثالثة وإمكانية تعديل الدستور: « لن أتخلى عن موريتانيا، وشخصياً لن أقوم بتعديل الدستور، وهذا قلته وكررته في أكثر من مرة ».
واستدرك ولد عبد العزيز: « لكن عندما أقول إنني سأغادر السلطة فذلك لا يعني أنني سأفتح الطريق أمام من كانوا هنا ودمروا موريتانيا وجعلوها غير مستقرة، سأبقى هنا في موريتانيا وسأقوم بكل ما في وسعي حتى يتواصل ما قمنا به من عمل، بدعم من الشعب الموريتاني، وحتى يتمكن البلد من النمو في أمن واستقرار ».
ورفض ولد عبد العزيز الكشف عن الطريقة التي سيضمن بها استمرار مشروعه السياسي وقطع الطريق أمام من وصفهم بالمفسدين، وقال: « بخصوص الكشف عما سأقوم به خلال عام أو خمسة أعوام فهذا لن أقوم به ».
وختم ولد عبد العزيز حديثه قائلاً: « نحن على الهواء مباشرة عبر التلفزيون، ولن أكشف عما سأقوم به »، قبل أن يمازح الصحفي الذي طرح السؤال: « أعتقد أنك قريب من المعارضة »، رافضاً مواصلة الحديث في الموضوع.
وكثيراً ما أكد ولد عبد العزيز عدم سعيه للبقاء في الحكم من خلال تعديل الدستور للحصول على مأمورية رئاسية ثالثة يمنعها الدستور الحالي للبلاد، ولكن مقربين منه وبعض أعضاء الحكومة كثيراً ما صرحوا برغبتهم في ذلك.
وكان ولد عبد العزيز قد أكد في لقائه مع الصحفيين أنه من الظلم إغلاق باب تعديل الدستور أمام الأجيال المستقبلية، واعتبر أنه لا يمكن أن تكون هنالك مواد محصنة أمام أجيال المستقبل، مشيراً إلى أنه بإمكانهم إلغاء الدستور برمته.
وأكد ولد عبد العزيز أن حديثه عن المأمورية الثالثة « في إطار الحملة الانتخابية »، مشيرا إلى أن الشعب هو الذي يطالبه بالبقاء خلال زياراته.
وأوضح أن الدستور الموريتاني يمنع أيضاً ترشح من هم فوق سن 75 سنة للانتخابات الرئاسية، معتبراً أن ذلك « يمثل مشكلة لدى بعض رؤساء الأحزاب »، وأضاف أنه يشاطر رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض أحمد ولد داداه الرأي بضرورة عدم المساس بالمواد المحصنة، قبل أن يؤكد أنه لم يكن هو من كتب تحديد السن في الدستور.
ونفى الرئيس الموريتاني علاقته بفكرة التحول نحو النظام البرلماني، وقال إن « الفكرة روجتها جهات في المعارضة بعد رؤية التجربة فى دول عربية، لكنها فشلت »، وفق تعبيره.
وقال ولد عبد العزيز إنه لا علم له بحملة جمع التوقيعات لدعم المأمورية الثالثة، مشيرا إلى أنه لا يدعم هذه المبادرة، وفق تعبيره.