بدت الشوارع في العاصمة الموريتانية نواكشوط، صباح اليوم السبت، هادئة وحركة السير فيها طبيعية، وهي التي تحتدم فيها معركة سياسية طاحنة ما بين حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم وائتلاف أحزاب المعارضة.
اليوم استدعي الناخبون في نواكشوط إلى مكاتب التصويت في الشوط الثاني من الانتخابات المحلية والجهوية، إلا أن الإقبال في النصف الأول من اليوم كان من متوسط إلى ضعيف، على العكس من الشوط الأول.
حالة الطقس في المدينة ساهمت في تراجع مستوى الإقبال، إذ وصلت درجة الحرارة إلى 41 درجة مئوية، ونسبة الرطوبة إلى 25 في المائة، في أجواء خريفية تنذر بهطول الأمطار في أي وقت.
المدينة التي تغيب عن شوارعها قنوات الصرف الصحي، شهدت خلال الأيام الماضية هطول أمطار معتبرة، كان آخرها الليلة البارحة، اي ساعات قليلة قبل فتح مكاتب التصويت، فغمرت المياه الشوارع الكبيرة، وأغلقت الشوارع في العديد من الأحياء الشعبية.
لقد ساهم تهاطل الأمطار في صعوبة التنقل داخل المدينة، وأثر ذلك بشكل كبير على عمليات نقل وتعبئة الناخبين، على حد تعبير ناشط سياسي تحدث لـ « صحراء ميديا ».
شوهدت عدة مكاتب في وسط المدينة، وعدة أحياء من مقاطعة لكصر، خالية تقريبا من الناخبين رغم مرور عدة ساعات على افتتاحها، بينما تشكلت طوابير باهتة أمام بعض مكاتب التصويت في توجنين وعرفات.
هدوء يوم الاقتراع قطعه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بتصريح قوي، وجه فيه اتهامات لخصومه السياسيين حين وصفهم بأنهم « متطرفون دينيون وعنصريون ».
ولد عبد العزيز في أول تصريح منذ الشوط الأول، احتفى بالنتائج التي حققها الحزب الحاكم، وقال إن الموريتانيين « وجه رسالة قوية إلى المتطرفين ».
تصريحات ولد عبد العزيز لم تكن لتمر على جميل منصور، الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية « تواصل »، من دون أن يعلق عليها حين قال إن « ولد عبد العزيز ما يزال يخوض الحملة الانتخابية ».
ولد منصور الذي ينافس الحزب الحاكم على رئاسة المجلس الجهوي لمدينة نواكشوط، قال إن الشعب الموريتاني « أعطى أصواتا معتبرة للمعارضة الديمقراطية ».
وبعيداً عن المعسكرين المتناقضين، وقف مسعود ولد بلخير ليختط لنفسه موقفاً أثار الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية، حين تمسك بموقفه المعارضة ولكن ذلك لم يمنعه من مساندة الحزب الحاكم في الشوط الثاني.
ولد بلخير بعد أن أدلى بصوته اليوم قال: « صوت لشعار يتضمن خيلاً تم اقتباسه من شعار سبق أن ترشح من خلاله للرئاسيات »، وكانت الإشارة واضحة وصريحة بأنه صوت لصالح الحزب الحاكم.
وبرر ذلك بالقول إنه « صوت لما يخدم الديمقراطية والحرية »، وأكد أنه « غير مكترث بالكلام الذي قيل عنه في الأيام الماضية »، في إشارة إلى انتقادات المعارضة له.
وإن كانت الحرب الكلامية مشتعلة بين الخنادق السياسية في مدينة نواكشوط، إلا أن عملية التصويت كانت هادئة لدرجة أنها لا تلفت انتباه أي أحد في المدينة، على الرغم من أنها ستحسم مصير 9 بلديات في المدينة ورئاسة مجلسها الجهوي.
أما على المستوى الوطني فينظم الشوط الثاني في 12 دائرة انتخابية نيابية، و09 دوائر انتخابية للمجالس الجهوية، و108 دائرة انتخابية بلدية.