بسم الله الرحمن الرحيم و صلي الله علي نبيه الكريم
علمت اللحظة برحيل المغفور له بإذن الله إلى جوار ربه، السمق العظيم شيخنا ولد محمد لغظف، تغمده الله برحمته وفسيح جناته وألهم الوطن والشعب الموريتاني وذريته البررة، رجالا ونساء وأحفادا، الصبر والسلوان وقوة الإيمان والرضاء بقضاء الله.
لقد تصدر المغفور له جل الحقب التاريخية في المآل الموريتاني الحديث، بإيمان قوي بالله ورسوله والشد على الدعائم والأركان الإسلامية، بشجاعة وصرامة ورباطة جأش ونفاذ بصيرة وزهد في الدنيا والترفع عن الخنا وإيثار للآخرين وجود بما في اليد إذ لم يكن جمع المال وتكديسه مما شغل باله يوما ولا ليلة.
لقد ثبت لنا من مصادر عديدة متواترة كيف ظل الرجل متشبثا بالوطن ومصالحه العليا، وبالقيم والأسس التي ارتأى أنها قوام الحرية والعدل والمساواة.. ظل المغفور له حريصا على احترام الدولة وولاة أمرها للمواطنين وللنخب وللفاعلين السياسيين ولصناع الرأي.. فلقد كرس شيخن ولد محمد لغظف حياته للذود عن تلك القيم والمبادئ رغم ما كلفه ذلك من إقصاء وتنكيل ووشاية وقذف بلغ أحيانا حد الشيطنة.
لم يصدر عن شيخن رحمه الله قول أو فعل أيا كان كرد شخصي على كل تلك الأراجيف والترهات.. لقد واجهها المغفور له بكامل ترفع ودماثة خلق وإكثار في فعل الخير وإسداء للمعروف.. إنه يظل صرحا وطنيا كبيرا ومصدر إلهام أخلاقي وسياسي لا ينضب معينه.
اللهم ارحمه واغفر له وتقبله بين المهديين الصالحين من عبادك في أعلى رياضك يا أرحم الراحمين..
اللهم الهم ذريته من بنين وبنات وأحفاد الصبر واجبرهم على طاعتك والشد بسواعد لا تلين على نهجه وقيمه وفضائله ومبادئه وسلوكه الديني والأخلاقي والوطني.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
محمد الحسن و لد لبات