قال أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارضة، إن حزبه سيتصدى لما قال إنه « العبث بالدستور » من أجل فتح الباب أمام « مأمورية ثالثة لا شرعية لها »، في إشارة إلى سعي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لتحقيق « أغلبية ساحقة » في البرلمان من أجل تعديل الدستور.
ولد داداه كان يتحدث في كلمة مصورة تم عرضها في حفل اختتام الحملة الانتخابية الذي نظمه حزب التكتل ليل الخميس/الجمعة، بالعاصمة نواكشوط.، يمكنكم مشاهدتها في فيديو مرفق في الأسفل.
وقال ولد داداه: « سنتصدى إن شاء الله بكل قوة وسلمية، لكل ما يعكر صفو ديمقراطية بلدنا المختطف »، قبل أن يضيف: « ولن نقبل نحن ولا الأحرار من أبناء هذا الشعب ما يمس مصالح هذا الوطن، ولا العبثَ بدستوره مرة أخرى، لفتح الباب لمأمورية ثالثة لا شرعية لها ».
ولد داداه قال إن موريتانيا تعيش في « ظرف حساس »، ودعا إلى « وقفة صادقة مع الذات، كي نتفادى مستقبلا قاتما يتهددنا »، منتقداً سياسات نظام ولد عبد العزيز التي قال إنها تميزت بـ « الفساد وانعدام الخبرة والسياسات العشوائية ».
وأوضح ولد داداه الذي يوصف بأنه الزعيم التقليدي للمعارضة في موريتانيا، أن « نظرة متأنية لواقع هذا البلد كفيلة بإثارة القلق على مستقبله »، مشيراً إلى أن « الدين الخارجي في عهد هذا النظام بلغ حدا فوق طاقة البلد يتجاوز الناتج الوطني الإجمالي، لم يبلغه منذ الاستقلال، يهدد اقتصادنا وكياننا ».
وانتقد رئيس حزب التكتل ما قال إنها « سياسة فرق تسد، وسياسة فرض الأمر الواقع »، مشيراً إلى أن « المضي في تنظيم انتخابات لم يُتفق على قواعدها، لن تخرجنا من الحلَبة حتى نتجاوز بالبلاد هذا المنعطف الخطير »، وفق تعبيره.
وأكد أنه في سبيل « تحقيق العدالة والرفاه لشعبنا، لم ندخر يوما جهدا سلميا، وعانينا من أجل ذلك، ولم تزدد عزيمتُنا إلا إصرارا وصموداً ».
نائب رئيس حزب التكتل محمد محمود ولد امات، في كلمة أمام أنصار حزبه وصف الحملة التي خاضها الحزب الحاكم بأنها « حملة قذرة »، مشيراً إلى استخدام وسائل الدولة فيها، وفق تعبيره.
ولد امات قال إن « الجدل بخصوص المأمورية الثالثة لا معنى لأنه محصن بمواد دستورية ولا يمكن أن يغير من خلال البرلمان »، موضحاً أن « المشرعين عام 2006 توقعوا أن يأتي إلى الحكم من سيسعى إلى تغييره ».
القيادية في الحزب ومرشحته على اللائحة الوطنية للانتخابات التشريعية النانه بنت شيخنا، وصفت في خطابها هذه الانتخابات بـ « الحرب »، نظراً لشراسة المنافسة فيها.
ودعت بنت شيخنا أنصار حزب التكتل إلى التصويت بكثافة في الانتخابات لإثبات أن « حزب التكتل هو صاحب الشعبية الأكبر بين كل الأحزاب المترشحة »، على حد وصفها.
ويعود حزب التكتل إلى المشاركة في الانتخابات بعد أن قاطع الانتخابات الرئاسية عام 2014، والانتخابات التشريعية والمحلية عام 2013.