تنوعت خطابات قادة أحزاب المعارضة الموريتانية خلال افتتاح الحملة الانتخابية ليل الخميس/الجمعة، ما بين المطالبة بالوقوف في وجه « المأمورية الثالثة » للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والدعوة إلى « نبذ الكراهية والعنصرية » في المجتمع، وصولاً إلى التحذير من « تزوير » الانتخابات.
حزب اللقاء الديمقراطي الذي افتتح حملته في مقره المركزي بتفرغ زينه، دعا رئيسه محفوظ ولد بتاح في خطابه الافتتاحي إلى « رفض المأمورية الثالثة » للرئيس باعتبارها خرق للدستور الحالي للبلاد.
وقال ولد بتاح أمام أنصاره إن « كل الموريتانيين يرفضون المأمورية الثالثة »، مشيراً إلى أن « الذين يتحدثون عنها اليوم إنما يتحدثون تملقا ونفاقا، وهم أول من سيدير الظهر لولد عبد العزيز ويتخلى عنه ».
وشدد ولد بتاح على أن حزبه سيبقى « وفياً لموريتانيا »، مشيراً إلى أنه « يمارس السياسة من أجل مصلحة موريتانيا العليا بعيدا عن البحث المنافع الشخصية الضيقة »، وفق تعبيره.
واستعرض ولد بتاح مرشحي حزبه للانتخابات، وقال إنهم « يتصفون بالكفاءة والنزاهة والأمانة »، ومن أبرزهم الخبير الاقتصادي والوزير السابق محمد ولد العابد، مرشح الحزب للمجلس الجهوي بنواكشوط.
في غضون ذلك فضل رئيس حزب التجمع من أجل موريتانيا « تمام » يوسف ولد حرمه ولد ببانه أن يثير نقاطاً تتعلق بوحدة المجتمع الموريتاني وأمنه ومصالحه، حين أكد في خطابه لافتتاح الحملة أن البرنامج الانتخابي لحزبه « يسعى لتأسيس الدولة الوطنية التي يتساوى فيها أبناؤها في الحقوق والواجبات بعيداً عن الكراهية والعنصرية والنعرات الجاهلية المقيتة التي لا تؤدي إلا إلى الغلو والتطرف ».
وقال ولد حرمه في هذا السياق إن حزبه « وضع برنامجا انتخابياً واقعيا متكاملا يلبي مختلف متطلبات التنمية الشاملة، ويشجع الشباب على التصدر للشأن العام، وأخذ زمام المبادرة ».
ووصف ولد حرمه هذه الانتخابات بأنها تشكل « لحظة حاسمة يعبر فيها الموريتانيون إلى مرحلة جديدة من تاريخ دولتهم الحديثة، تتاح لهم فيها فرصة نادرة لاختيار ممثلين عنهم في المجالس التشريعية والجهوية والبلدية »، ولكن ولد حرمه شدد على ضرورة أن يحترم الجميع نتائج الانتخابات.
كما عبر ولد حرمه الذي كان يتحدث أمام المئات من أنصاره في مقر حزبه وسط نواكشوط، عن سعادته « بالمشاركة في هذه الانتخابات التي تنظم بعد حوار وطني شامل كان حزب التجمع من أجل موريتانيا بقيادته الشبابية من أول من أجاب الدعوة له ».
وبرر ولد حرمه مشاركته في الحوار بأنها « تغليب للمصلحة العليا للوطن وإيمان بوجوب التضحية من أجل موريتانيا بالمصالح الضيقة والمطامع الشخصية »، على حد تعبيره.
وخلص رئيس حزب « تمام » إلى القول إن حزبه « حرص على أن يقدم أفضل ما لديه في هذا السباق الانتخابي الهام، سواء من حيث البرنامج الانتخابي، أو من حيث المرشحين »، مشيراً إلى أنه اعتمد « معايير صارمة » في اختيار مرشحيه في كافة الدوائر الانتخابية.
أما الوزير الأول السابق يحيى ولد أحمد الوقف، رئيس حزب العهد الوطني من أجل الديمقراطية والتنمية « عادل »، فقد ركز في خطابه على المضايقات التي سبق أن تعرض لها الحزب وقيادته.
وقال ولد أحمد الوقف إن الحزب « ظل متمسكا بقيمه وصامدا فى وجه القمع والتنكيل من طرف لنظام الموريتاني، بعد تعرضهم للسجن وتلفيق التهم ».
وأكد ولد أحمد الوقف في خطابه أمام أنصاره أن قادة ومناضلي حزب عادل قطعوا على أنفسهم عهدا « ألا نخونه ولا نساوم عليه، وبأن نسعى مخلصين، بكل ما أوتينا من قوة، من أجل تقدم ورقي وطنِنا العزيز ».
رئيس حزب الغد الموريتاني سيد أحمد ولد حمادي الملقب “فؤادي”، فضل في خطاب افتتاح حملته أن يركز على أهمية هذه الانتخابات، وقال إنها « لا شك أن لها ما بعدها وسيكون لها كامل الأثر على يومياتنا وتفاصيلها من حيث لا ندري ».
وركز ولد حمادي الذي يتصدر اللائحة الوطنية لحزبه، في خطابه على دور الشباب في العمل السياسي، وقال: « لقد آن الأوان لأن ينخرط الشباب مع سائر الأجيال الأخرى بقوة في ممارسة الشأن العام بما يخدم الشعب والوطن للمشاركة بتحقيق غد أفضل لنا جميعا وللأجيال القادمة من بعدنا ».
وقال في سياق متصل إنه بالنظر إلى ما تحقق من « إنجازات على صعيد تحديد الهوية الوطنية وحماية الحوزة الترابية والخدمات الأساسية »، إلا أن موريتانيا ما تزال « تحتاج لاستشراف مستقبل أكثر أمانا ورخاء »، وفق تعبيره.
ويقدم حزب الغد الموريتاني مجموعة من المترشحين من أبرزهم الخليل النحوي، على رأس اللائحة الجهوية للنيابيات على مستوى العاصمة نواكشوط.