في غضون ساعات يتوجه ثمانية ملايين مواطن في مالي وخارجها للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية تشهد منافسة شرسة بين 24 مرشحاً يتسابقون لدخول قصر « كولوبا » الواقع على قمة هضبة تطل على العاصمة باماكو.
وإن كانت أغلب التوقعات ترجح كفة الرئيس المنتهية ولايته « إبراهيما ببكر كيتا » لحسم السباق لصالحه، إلا أن هذه التوقعات تعتقد أن مهمته لن تكون بهذه الدرجة من السهولة، فاللجوء للشوط الثاني سيكون احتمالاً قوياً في هذه الحالة.
في مقدمة المتسابقين يحل « إبراهيما ببكر كيتا »، البالغ من العمر 71 عاما، انتخب رئيسا لمالي عام 2013، لكنه تقلد منصب رئيس الوزراء عام 1994 حتى 2000، وترأس البرلمان المالي في الفترة من 2002 إلى 2007.
كانت أبرز وعوده خلال المأمورية الماضية هو إرجاع الأمن إلى مالي، ولا يزال متمسكا بوعده الذي ربما لم يتحقق خلال المأمورية المنصرمة بالشكل المطلوب، فلا تزال تعاني البلاد من انفلات أمني خصوصا في مناطق الوسط والشمال.
ولكن « كيتا » سيواجه منافسة شرسة من خصمه التقليدي « سوميلا سيسي »، وهو خبير معلوماتية يبلغ من العمر 69 عاماً، تقلد مناصب عديدة في مالي، إذ كان سكرتيرا عاما لرئاسة الجهمورية المالية عام 1992، وفي عام 1993 عين وزيرا للاقتصاد.
ترشح « سيسي » للانتخابات الرئاسية أكثر من مرة، ولكن في الانتخابات السابقة (2013) وصل إلى الشوط الثاني، وخسر بفارق كبير عن « كيتا ».
الوجه الجديد على السباق نحو « كولوبا »، والذي يوصف من طرف بعض المراقبين بأنه « الحصان الأسود »، هو « الشيخ موديبو ديارا »، وهو عالم في الفيزياء الفلكية يبلغ من العمر 66 عاما، رجل أعمال مخضرم سبق أن مثل شركة « مايكروسفت » في القارة الأفريقية، كما سبق وأن عمل في وكالة « ناسا » الأمريكية، وساهم في واحد من أشهر مشاريعها لإرسال روبوتات إلى المريخ.
تقلد « ديارا » في السنوات الأخيرة العديد من المناصب السياسية في مالي، من أبرزها منصب وزير الاقتصاد لفترة محدود قبيل انقلاب (2012)، كما تولى رئاسة الحكومة خلال الفترة الانتقالية التي سبقت انتخاب « كيتا ».
من بين 24 مترشحا، توجد سيدة واحدة، كانتيه جيتيا انجاي وهي سيدة أعمال كانت تقول في خطاباتها أثناء الحملة الانتخابية: « انتخبوا امرأة ما دام الرجال قد فشلوا في المهمة ».