اتهم الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، زعيم مبادرة انبعاث الحركات الانعتاقية « إيرا »، موريتانيا بتطبيق برامج الحركات الجهادية الناشطة في منطقة الساحل الأفريقي، وقال إن هنالك « فصائل مقربة من الجهاديين ضمن النظام الحاكم ».
جاءت اتهامات ولد اعبيدي للسلطة في موريتانيا، ضمن رسالة موجهة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يستعد لزيارة موريتانيا نهاية الشهر الجاري، من أجل المشاركة في القمة الأفريقية التي ستحتضنها العاصمة نواكشوط.
وتطرق ولد اعبيدي لمواضيع عديدة في رسالته، مركزاً بشكل كبير على ممارسة العبودية في موريتانيا والمظالم الإنسانية للأفارقة السود في البلاد، وملفات عديدة أخرى تتعلق بحقوق الإنسان.
وفي سياق حديثه عن قضية المسيء للجناب النبوي الشريف، قال ولد اعبيدي: « نددت الأمم المتحدة باضطهاد المدون محمد الشيخ ولد امخيطير المسجون منذ 4 سنوات، فبعد اتهامه بالردة (وهي موقف يعاقب عليه بالإعدام في القانون الجنائي)، خففت إحدى المحاكم الحكم إلى سنتين من السجن آخذة توبته بعين الاعتبار ».
وأضاف ولد اعبيدي أن المسيء ولد امخيطير « كان عليه أن يحصل على حقوقه الأساسية لولا أن الجناح المحافظ في السلطة، بالتناغم مع الفصائل المقربة من الجهاديين ضمن النظام الحاكم، قرر أن يبقيه مختطفا في انتظار جلسة الطعن أمام المحكمة العليا ».
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ولد اعبيدي عن « فصائل مقربة من الجهاديين » داخل نظام الحكم في موريتانيا، وهي نفس الاتهامات التي سبق أن وردت في مقطع فيديو متداول للقيادية في « إيرا » مريم منت الشيخ، والتي اعتقلت على إثرها قبل أن يتم الإفراج.
ولكن ولد اعبيدي أكد اتهامه للنظام الحاكم في موريتانيا، حين أضاف في رسالته: « معروف أن موريتانيا، العضو في مجموعة الـ5 بالساحل، تحارب المجموعات الجهادية خارج حدودها وتطبق برامجهم على أرضها »، وفق تعبيره.
وأضاف في السياق ذاته: « ثمة مدارس عِلم (إسلامي) لا تمارس عليها الدولة أية رقابة على المناهج التدريسية، فتحولت بذلك إلى مراكز للتطرف يتعلم فيها آلاف الشبان كراهية الآخر، ودونية المرأة، والحق في القضاء على حرية الضمير والتنوع الثقافي ».
وقال ولد اعبيدي مخاطباً ماكرون: « السيد الرئيس، إن كل نظام تحت نيره تتضخم وتتورم كراهية الآخر، وعدم الثقة في المعرفة، ورفض الاستحقاق الدنيوي، وابتغاء الموت، لن يساهم في احتواء الإرهاب. فالإرهاب يسبقه تلقين، كما أنه ينتج عن تربية على الأسوأ قبل الشروع في الفعل ».
ومن المنتظر أن يزور الرئيس الفرنسي موريتانيا بالتزامن مع احتضان نواكشوط للقمة الأفريقية، وهي أول زيارة من نوعها لرئيس فرنسي منذ قرابة عقدين.
وتعد موريتانيا في السنوات الأخيرة حليفاً مقرباً لفرنسا في مجال محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، خاصة وأنها هي مؤسس مجموعة دول الساحل الخمس التي تنسق بشكل وثيق مع قوات « بركان » الفرنسية في محاربة الجماعات الإسلامية المسلحة في شبه المنطقة.