تتجه الأنظار اليوم الثلاثاء للمواجهة الأخيرة للمجموعة الثامنة بين منتخب السنغال ونظيره البولندي ، الذى يقوده أفضل هداف في ثلاثة من المواسم الخمسة الماضية للدوري الألماني ليفاندوفسكي ، بينما تعتمد السنغال على نجم نادي ليفربول ساديو مانيه.
ويقود مانيه منتخب بلاده في مشاركتها الثانية فقط في المونديال بعد كوريا الجنوبية واليابان 2002، بعد أن لعب دورا أساسيا في قيادة ليفربول لنهائي دوري الأبطال بتسجيله 10 أهداف في المسابقة القارية، آخرها في المباراة النهائية.
عندما بلغت السنغال الدور ربع النهائي لكأس العالم للمرة الأولى والأخيرة عام 2002 وفاجأت العالم ببلوغها ربع النهائي، كان مانيه في العاشرة من عمره، وتابع بدهشة كما كل العالم، تحقيق المنتخب نتيجة غير متوقعة.
نجم السنغال في 2002 كان المهاجم المشاغب الحجي ضيوف الذي أقلق راحة دفاعات فرنسا (حاملة اللقب في حينه) والدنمارك والأوروغواي، قبل ان تقصي السنغال السويد في الدور ثمن النهائي بعد التمديد، وتسقط أمام عقبة تركيا في ربع النهائي بعد التمديد أيضا.
وكانت السنغال قاب قوسين أو أدنى من ان تصبح أول منتخب افريقي يبلغ نصف نهائي المونديال، إلا أن اللاعبين عادوا إلى بلادهم ليلقوا استقبال الأبطال من السنغاليين، ومنهم مانيه الذي كان يعتبر ضيوف مثله الأعلى.
انقلبت الأدوار في 2018. بات ضيوف يكيل المديح للاعب البالغ 26 عاما حاليا، إذ رأى بأن “بإمكان ساديو أن يكون أحد نجوم البطولة”.
ولا يخفي ضيوف ثقته المطلقة بمانيه، ويعتبر انه يقدم أداء يجعله مرشحا ليصبح ثاني لاعب افريقي يتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، بعد الليبيري جورج وياه عام 1995.
ورغم الأداء الذي قدمه مانيه الموسم الماضي في الدوري الانكليزي الممتاز الذي يعد من الأكثر تطلبا عالميا، ودوري أبطال أوروبا الذي يشكل المسرح الأهم على صعيد الأندية، يحافظ مانيه على تواضعه واحترامه لمنافسيه.
كان مانيه على الأرجح أول اسم دونه مدرب المنتخب أليو سيسيه في تشكيلته التي تخوض غمار مونديال روسيا ضمن مجموعة تضم كولومبيا واليابان إلى جانب بولندا.
في مواجهة مانيه وقدراته، تدخل بولندا مباراة الثلاثاء وهي المرشحة الأوفر حظا للفوز على المنتخب الأفريقي، استنادا الى سجلها وخبرتها كونها تخوض النهائيات للمرة الثامنة، وهو نفس رقم ترتيبها في تصنيف الاتحاد الدولي “فيفا”.
ويأمل البولنديون في الإفادة على أكمل وجه من عودتهم الى النهائيات للمرة الأولى منذ 2006 لمحاولة تكرار الحلول في المركز الثالث في نسختي 1974 و1982.
وسيكون اعتماد فريق المدرب آدم نافالكا على ليفاندوفسكي الذي أقر بأنه يسعى الى تعويض الصورة المخيبة التي ظهر بها قبل عامين في كأس أوروبا حين اكتفى بهدف يتيم في البطولة القارية التي وصل فيها البولنديون الى ربع النهائي قبل الخروج بركلات الترجيح أمام البرتغال.