أطلقت مجموعة من المدونين الموريتانيين هاشتاغ تحت عنوان « إضراب مواطن »، للتعبير عن رفض الإضراب الذي دخل فيه الأطباء منذ أكثر من شهر، وللرد على هاشتاغ « إضراب الأطباء ».
وجاء هذا الهاشتاغ بعد وصول المفاوضات بين الحكومة والأطباء المضربين إلى طريق مسدود، وأغلب المدونين الذين ينشرون عليه مقربون من الحكومة، خاصة أنه أطلق بعد تصريحات أدلى بها وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي في البرلمان تعرض فيها للحوافز المالية التي يحصل عليها الأطباء.
ونشر الصحفي سيدي المختار ولد سيدي، في سياق هذا الهاشتاغ، مجموعة من الوثائق قال إنها تثبت تلقي الأطباء لعلاوات تضاعف في بعض الأحيان رواتبهم.
وتساءل ولد سيدي: « لماذا لم يتحدث الأطباء عن العلاوات التي يتقاضونها واكتفوا بالحديث عن الرواتب فقط؟! »، قبل أن ينشر وثائق قال إنها « تثبت أن الأطباء المداومين في المشافي العمومية يتقاضون علاوات للمداومة والتحفيز ».
وأضاف ولد سيدي أن « الوثائق تكشف نماذج من علاوة التحفيز أكتوبر 2017 وعلاوة المداومة لشهر مارس 2018 بمركز الاستطباب الوطني ».
من جانبه قال المستشار في وزارة الاقتصاد والمالية أحمد ولد محمدو إن الوثائق موجهة إلى « من يحلمون بتحقيق طموحاتهم السياسية على ظهور الأطباء ومن معاناة المرضى ويذرفون دموع التماسيح على رواتب الأطباء الزهيدة ».
وأضاف المستشار أن الوثائق تكشف أن « العلاوات التي يتلاقها الأطباء خارج رواتبهم تترواح ما بين 70.000 و 290.000 أوقية (قديمة) بالنسبة لعلاوة التحفيز لوحدها، بينما يتلقى الطبيب على المداومة ما بين 80 إلى 290 ألف أوقية (قديمة) شهريا وهذا يعني أن مجموع العلاوات التي يتلقى على راتبه تترواح ما بين 150 ألى 580 ألف أوقية (قديمة) ».
ولكن مصادر من داخل الأطباء المضربين أكدت لـ « صحراء ميديا » أن هذه العلاوات كان يتلقاها عدد محدود من الأطباء، ولا تعكس الوضع الحقيقي للطبيب الموريتاني.
ونشرت صفحة « إضراب الأطباء الموريتانيين » على الفيس بوك رداً على تصريحات الوزير وحديثه عن العلاوات، وقال إنه « تحدث عن مغالطات كبيرة في الأرقام المتعلقة بمستحقات الأطباء، وقام بتحليل مجحف جدا وزائف لجيوبهم ».
وأشارت الصفحة إلى أن حديث الوزير عن المداومة 15 يوما مستغرب، وقالت إنه « قد يؤدي في أحسن الحالات إلى مرض مزمن يلزم صاحبه الفراش، أو إلي موت محتم إذا كان المداوم طبيبا مسنا »، قبل أن تخلص إلى أن « المداومة عمل حر البعض يحبذه والبعض غير قادر عليه تمنعه ظروفه الصحية او العائلية او الاجتماعية ».
وأضافت الصفحة مخاطبة الوزير: « سيدي تحدثكم عن المطلب المادي البحت بدل تحسين ظروف العمل التي تضمن جودة الخدمة الصحية التي تريح الطبيب والمواطن علي حد السواء، وباقي المطالب التي لا تتجزأ عندنا، يوحي منكم أن مطالبنا العادلة ستقزم وستحاربونها بدعم موجة إعلامية مضادة، ستسرب خلالها وثائق بأرقام مرتفعة لبعض الأطباء الميسورين ».
وخلص الأطباء إلى القول: « ستحرضون المواطن على الطبيب وتقنعوه بهتانا وإفكا أن الهدف من إضرابه هو الجشع وملء الجيوب لا إصلاح المنظومة الصحية وتحسين الخدمات المقدمة للجميع، أقول لكم سيدي أننا أهل للصمود وإن صعدتم ففي جعبتنا الكثير من وسائل التصعيد ».