قال محمد ولد الداف، رئيس سلطة منطقة نواذيبو الحرة، إنه لا يعتقد أن هنالك ارتفاعاً في الأسعار بأسواق مدينة نواذيبو، مشيراً إلى أن المضاربات التي يقوم بها صغار التجار قد تكون هي السبب مع أن المنطقة الحرة ألأغت الحواجز الجمركية وقدمت إعفاءات ضريبية على جميع البضائع التي تدخل عبر ميناء نواذيبو.
ولد الداف الذي كان يتحدث في مقابلة خاصة مع « صحراء ميديا »، قال: « لا أعتقد بالمرة أن هنالك ارتفاعاً في الأسعار بمدينة نواذيبو، لأن نظام المنطقة الحرة رفع الحواجز الجمركية وقدم إعفاءات ضريبية على بعض المستوردين ».
وأضاف ولد الداف: « بالنسبة للإعفاءات الجمركية فهي كبيرة جدا، وتستفتيد منها جميع البضائع التي تدخل عن طريق ميناء نواذيبو، وقد تصل هذه الإعفاءات إلى نسبة ثلاثين في المائة من تكلفة البضاعة أو السلعة ».
وأوضح أن المنطقة الحرة لديها « آلية مراقبة دائمة للأسعار التي تصل بها البضائع إلى الموزعين الكبار »، ولكنه أضاف: « إذا كانت هنالك مضاربات أو عمليات رفع الأسعار من طرف الموزعين الصغار، فذلك لا يمكن إرجاعه بصفة موضوعية للمنطقة الحرة، لأنها لم تأت إلا برفع الحواجز الجمركية والإعفاءات الضريبية، وهذا مهم لخفض الأسعار، وقطعاً لا يساهم في رفعها ».
وفي سياق حديثه عن حصيلة المنطقة الحرة، قال ولد الداف: « بعد 4 سنوات من ممارسة نظام المنطقة الحرة على أرض نواذيبو، يمكن القول دون مبالغة وبكل تواضع أن النتائج التي وصل لها جد إيجابية، وهي نتائج قابلة للقياس من خلال مؤشرات في الموانئ والمطارات، وفي عدد ورشات البناء وزيادة الشبكة الطرقية، بالإضافة إلى الأقطاب التي تمت تهيئتها: قطب صناعي، قطب سياحي، قطب في منطقة الصيد التقليدي ».
وأكد ولد الداف أن « المدن المينائية عادة ما يقاس ازدهارها ونموها الاقتصادي بمؤشر واحد، هو الحركة في الميناء، وميناء نواذيبو يمكن أن يكون الميناء الوحيد في العالم الذي تمكن خلال ثلاث سنوات الماضية من زيادة رقم أعماله وزيادة عدد الحاويات التي تم تناولها بنسبة زادت قليلاً على مائة في المائة ».
واعتبر رئيس منطقة نواذيبو الحرة أن « هذا لا يمكن إلا أن تكون خلفه حركية اقتصادية وديمومة تنم أولاً عن جدوائية المشروع، كما تدل على أن المنظومة والترسانة القانونية التي تم سنها كفيلة جداً بتنظيم الحياة الاقتصادية وحياة الأعمال، وأنها أيضاً ملائمة لما يمكن أن يوجد اليوم لتطوير واستغلال الفرص الاقتصادية التي يتيحها نواذيبو في قطاعات عدة فيها هوامش ربحية كبيرة ».
المقابلة التي أجرتها « صحراء ميديا » مع رئيس سلطة منطقة نواذيبو الحرة، كانت على هامش النسخة الثانية من منتدى « استثمر في نواذيبو »، وهي النسخة التي قال ولد الداف إنها « تحولت إلى موعد سنوي للتعريف بالمقدرات والفرص الكبيرة التي تتيحها منطقة نواذيبو الحرة ».
ولكن ولد الداف قال إن هذه النسخة « تميزت بمناقشة إشكالية تتعلق بقطاع هوامش الربح وهوامش التجارية فيه كبيرة جداً، نظرا لارتباط به قطاع الصيد، ولضعفه الحالي والأرضية فيه جد خصبة لإقامة استثمارات ستكون مردوديتها عالية جدا دون شك »، في إشارة إلى اللوجستيك في الموانئ.
وقال ولد الداف إن المنتدى شهد هذا العام مشاركة أزيد من عشرين جنسية، جلهم مرتبطين بمجال اللوجستيك والخدمات المتعلقة بتنمية الثروة السمكية.
وخلص ولد الداف إلى التأكيد على أن منطقة نواذيبو الحرة « تعمل ليل نهار على تهيئة المشاريع الهيكلية الكبرى، التي ستسمح لنواذيبو بالإقلاع إلى مصاف المناطق الحرة التنافسية العالمية، وعنده القدرات من خلال جملة كبيرة من الأولويات ومن الميزات التي يتمتع بها نواذيبو ».
وأوضح أن هذه المشاريع تتمثل في مشروع ميناء الأعماق، ولكن أيضاً المطار والتسحين من خدمات أساسية كالكهرباء والمياه والطرق والاصتالات من أجل أن يكون المستثمر في أحسن الظروف، على حد تعبيره.
وتراهن السلطات الموريتانية على منطقة نواذيبو الحرة، بعد حوالي خمس سنوات على تأسيسها، من أجل إنعاش مستوى الاستثمارات في البلاد.