أجرت السلطات الكاميرونية الأحد انتخابات مجلس الشيوخ مع استمرار تصاعد التوتر في مناطق البلاد الناطقة بالانكليزية، حيث يقاتل متمردون انفصاليون القوات الحكومية.
ولا يتم انتخاب مجلس الشيوخ بالتصويت العام، بل يصو ت نحو 10 آلاف مجلس بلدي لاختيار 70 عضوا لولاية من خمس سنوات فيما يعي ن الرئيس بول بيا الاعضاء ال30 الآخرين.
وتظهر النتائج حتى الآن ان حزب بيا “الحركة الديموقراطية للشعب الكاميروني” يحقق تقدما واضحا في صناديق الاقتراع.
ويمكن لرئيس مجلس الشيوخ ان يشغل منصب الرئيس الانتقالي للبلاد، وفي ما عدا ذلك فانه يلعب دورا هامشيا في الحياة السياسية ويتركز دوره بشكل اساسي على اجراء القراءة الثانية لمشاريع القوانين.
واشرفت السلطات الكاميرونية على مراقبة مراكز الاقتراع في مقاطعتي شمال غرب وجنوب غرب البلاد، وهي المناطق الناطقة بالانكليزية التي انضمت الى الاجزاء الناطقة بالفرنسية من الكاميرون بعد الاستقلال عام 1960.
وتشهد هاتان المنطقتان اللتان تشكلان خمس عدد سكان الكاميرون البالغ 23 مليون نسمة توترا متصاعدا منذ ان اعلن الانفصاليون انشاء جمهورية “امبازونيا” المستقلة في تشرين الاول/اكتوبر العام الماضي.
ولهذا البلد في غرب افريقيا تاريخ استعماري حافل شهد انتقاله من الحكم الالماني الى الفرنسي فالبريطاني، وتشكو الاقلية الناطقة بالانكليزية من التهميش من قبل النخبة الناطقة بالفرنسية.
ودخل النزاع بين المتمردين والجيش منعطفا خطرا مع حض الانفصاليين للقوات المسلحة والمسؤولين الحكوميين على مغادرة مناطقهم.
ومع استمرار ظهور حركات انفصالية جديدة في هذه المناطق فان السلطات في ياوندي خفضت اتصالاتها حول الأزمة الى الحد الأدنى.
وادت الاضطرابات في المناطق الناطقة بالانكليزية الى دفع 33 الف شخص للنزوح باتجاه نيجيريا المجاورة.