تداول الموريتانيون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لكميات من علب الأدوية الفارغة قالوا إنها نقلت عبر الطائرة من تونس إلى نواكشوط، في عملية أثارت الشكوك حول إمكانية استغلالها من طرف شبكات تزوير الأدوية.
وبحسب الرواية التي تداولها المدونون الموريتانيون فإن سيدة قادمة من تونس، حملت معها رسالة من أحد الأشخاص عبارة عن كيس مغلق، وبعد وصولها إلى نواكشوط اكتشفت أن الكيس مليء بعلب فارغة لأنواع عديدة من الأدوية.
نشر صور العلب الفارغة على مواقع التواصل الاجتماعي، فتح الباب أمام العديد من التعليقات التي تستغرب شحن علب أدوية فارغة من تونس إلى نواكشوط.
العديد من المعلقين ربط الأمر بشبكات تزوير الأدوية التي تهرب العلب الفارغة لتقوم فيما بعد بوضع أدوية مزورة داخلها، قبل أن تبيعها على أنها أدوية مستوردة من تونس.
ولكن معلقين آخرين ربط الأمر بشبكات تهريب الأدوية، مشيراً إلى أن هنالك تجار صغار يقومون بإدخال الأدوية إلى السوق الموريتانية من دون مرورها على الجمارك، وذلك من خلال شحن العلب الفارغة أولاً، ثم شحن الدواء بعد ذلك.
ومن أجل الاقتراب أكثر من الحقيقة، سألت « صحراء ميديا » أحد الناشطين في مجال استيراد الأدوية من تونس وبيعها في نواكشوط، عن تفسيره لهذه العملية، فقال إن هذه « طريقة معروفة لدى بعض التجار لتزوير الأدوية ».
وأضاف التاجر الذي فضل حجب هويته، أن هؤلاء التجار « يتعاملون مع بعض الصيدليات في تونس لشراء علب الدواء الفارغة، يرسلونها إلى نواكشوط ».
وأشار إلى هؤلاء التجار عادة ما يكونون مرتبطون ببعض المختصين في تزوير الأدوية.
ويضيف التاجر: « الوضع في تونس تغير كثيراً منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي، لقد قلت الرقابة على الصيدليات ووجد المزورون فرصة العمر للتحايل، حتى أن أصحاب الصيدليات في تونس أصبحوا يتعاملون مع باعة الدواء المزور دونما حذر بسبب المشاكل الاقتصادية ».
ونبه المتحدث إلى أن السلطات التونسية عادة ما تقوم بسحب بعض الأدوية من السوق قبل ثلاثة أشهر من نهاية صلاحيتها، ما يدفع بعض الموزعين في تونس لبيعها للتجار الموريتانيين، الذين يغيرون تاريخ صلاحية الأدوية ويرسلونها إلى موريتانيا، وفق تعبيره.
واستبعد المتحدث أن يكون الهدف من استجلاب علب الأدوية الفارغة هو التهرب الضريبي، مشيرا إلى أن « التفاهم سهل » مع الجمارك في موريتانيا وتونس.
وخلص المتحدث إلى التأكيد على أنه في الوقت الذي يوجد تجار « غير نزيهين » فهنالك تجار آخرون « ثقة ويرسلون أدوية سليمة، لأنهم يخافون الله ، ويراعون مصلحة شعبهم ».
ويفسر العديد من أطباء موريتانيا انتشار العديد من الأمراض، وارتفاع نسب الوفيات في أوساط المصابين بأمراض عديدة، بانتشار الأدوية المزورة.
كما تطالب هيئات مجتمعية ونقابات صحية بضرورة تدخل الدولة بشكل جدي للحد من انتشار الأدوية المزورة في موريتانيا.