تمكنت قوات « بَرْكان » الفرنسية المنتشرة في شمال مالي، أمس الأربعاء، من شن عملية قُتل خلالها عدد من المقربين من زعيم جماعة « نصرة الإسلام والمسلمين » إياد أغ غالي، من أبرزهم محارب معروف في إقليم أزواد اسمه « مالك وانسيت ».
مراسل « صحراء ميديا » في شبه المنطقة قال إن « مالك وانسيت » يوصف من طرف السكان المحليين بأنه الذراع اليمنى لزعيم جماعة « نصرة الإسلام والمسلمين ».
ينحدر « مالك » من منطقة منكا، في أقصى شمال شرقي مالي، على الحدود مع النيجر والجزائر، وقد قضى فترة من عمره في ليبيا، لا وجود لصورة منه إذ أنه كان لا يحب الظهور ويكره الإعلام.
خاض « مالك » الكثير من الحروب رفقة إياد أغ غالي، من أبرزها انتفاضات الطوارق ضد الحكومة المركزية في باماكو، خلال تسعينيات القرن الماضي، وقد أصيب في إحدى المعارك مع الجيش المالي.
بعد اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة المالية مع حركات الطوارق، نهاية التسعينيات، اندمج « مالك وانسيت » في الجيش، وحصل على رتبة ملازم، ولكنه سرعان ما عاد إلى التمرد، ملتحقاً برفيق السلاح إياد أغ غالي، الذي بدأ حينها يتحول من « ثائر وطني » إلى « جهادي إسلامي ».
كان من مؤسسي حركة « أنصار الدين » رفقة غالي، وأصبح بموجب ذلك ذراعه اليمنى، وأحد أقرب المقربين منه، خلال الفترة التي حكمت فيها الحركة منطقة كيدال في عام 2012.، وتؤكد المصادر أنه في تلك الفترة كان أحد قادة معركة « أمشاش »، التي هُزم فيها الجيش المالي وانسحب بعدها من شمال مالي.
عندما تدخل الفرنسيون في شمال مالي مطلع عام 2013، انقسمت حركة « أنصار الدين » إلى فصيلين، أحدهما قرر الدخول في اتفاق سلام مع مالي، والآخر فضل البقاء في طريق « الجهاد »، وكان قرار « مالك وانسيت » واضحاً؛ البقاء مع رفيق السلاح في طريق « الجهاد ».
وبعد خمس سنوات من الملاحقة، تمكنت الطائرات الفرنسية من قتل الرجل، عندما كان على متن سيارة رباعية الدفع، رفقة تسعة آخرين من المقربين من زعيم « نصرة الإسلام والمسلمين »، من ضمنهم « سيدي محمد أوقنا »، أحد القيادات الدينية للجماعة.
« أوقنا » تصفه المصادر بأنه أحد أهم شيوخ منطقة الساحل الأفريقي، والأبرز على الإطلاق في منطقة كيدال، إذ بدأ دراسة الفقه في إقليم أزواد (شمال مالي)، قبل أن يواصل تعليمه في كل من ليبيا وسوريا.
ولم يعرف عن « أوقنا » أي خبرة قتالية، ولكنه أخوه « با موسى » دخل الدائرة الضيقة المقربة من إياد أغ غالي، وتصفه المصادر بأنه « معروف بالشجاعة والتفوق العسكري »، وسبق أن كان عقيداً في الجيش المالي خلال فترة الاتفاق بين الحكومة والطوارق.