حمل كتاب « التاريخ السري للجهاد.. من القاعدة وصولاً للدولة الإسلامية »، لمؤلفه الصحفي الموريتاني الأمين ولد محمد سالم، تفاصيل جديدة تحاول أن تكشف المناطق المظلمة في عالم الحركات الجهادية منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
الكتاب الذي صدر عن دار النشر الفرنسية « فلاماريون »، استند في مجمله على مذكرات كتبها محفوظ ولد الوالد، الملقب « أبو حفص الموريتاني »، الذي كان يعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ومفتيها الرسمي، كما أنه رفيق شخصي للزعيم التاريخ للتنظيم أسامة بن لادن.
لقد دفعت مذكرات « أبو حفص » الصحفي إلى فكرة تأليف الكتاب، ما جعله يخوض عملية بحث طويلة، قادته إلى إجراء مقابلات ولقاءات عديدة مع الرجل الذي كان يحتل المرتبة الثانية في تنظيم « القاعدة » في محل إقامته بالعاصمة نواكشوط.
حاول ولد سالم أن يغوص في تفاصيل الحروب التي خاضها تنظيم « القاعدة »، والهجمات العديدة التي شنها ضد المصالح الأمريكية والغربية في مناطق مختلفة من العالم، وصولاً إلى هجمات سبتمبر في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وبداية مرحلة المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
واستند ولد سالم في كتابه، الذي حظي باهتمام واسع من طرف الصحافة العالمية، على مسار حياة « أبو حفص الموريتاني »، ومحوريته في صنع القوالب الفكرية والدينية لتنظيم « القاعدة »، مستعيداً تفاصيل حياة الرجل ومسارع التعليمي وتدرجه داخل التنظيم.
كما أفرد الكتاب صفحات عديدة للحياة الجديدة التي يعيشها الرجل، فبعد سنوات قضاها مع أسامة بن لادن في جبال أفغانستان، ها هو اليوم يعيش في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، جيرانه من المسؤولين والدبلوماسيين الغربيين، بالإضافة إلى مسؤول أمني متقاعد.
الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية وعن دار نشر فرنسية، أحدث نقاشاً واسعاً في الإعلام الفرنسي، بوصفه وثيقة جديدة تقدم رؤية مختلفة عن العالم السري للتنظيمات الجهادية.
وسبق للصحفي الموريتاني الأمين ولد محمد سالم، أن اصدر كتاباً حقق نجاحاً كبيراً، هو كتاب: « بن لادن الصحراء.. على خطى الجهادي مختار بلمختار »، وهو الكتاب الذي تطلب منه السفر إلى شمال مالي والبحث عن رجل يعد المطلوب الأول في منطقة الساحل الأفريقي.