بعث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدية إلى نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، تمثلت في « بوق الحرب » وهو أحد المقتنيات النادرة من مقبرة الفرعون المصري الشهير « توت عنخ آمون ».
الهدية سلمها الفنان المصري راجح سامي داوود، ملحن النشيد الوطني الموريتاني الجديد، يوم الجمعة الماضي لوزير الثقافة والصناعة التقليدية الموريتاني محمد الأمين ولد الشيخ، في مكتبه بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
يعود « البوق الفرعوني » النادر إلى مقبرة « توت عنخ آمون » التي يصل عمرها إلى قرابة أربعة آلاف سنة، إذ تشير تقديرات المؤرخين إلى أن هذه المقبرة تعود إلى 1900 عاماً قبل ميلاد المسيح عليه السلام.
ولكن البوق الذي أهداه الرئيس المصري لنظيره الموريتاني يحمل رمزية خاصة، فهو « بوق الحرب » الذي هز العالم بالحروب خلال حكم الفرعون المصري ذائع الصيت، وقد استمر بعض هذه الحروب لعدة سنوات.
حتى أن بعض المؤرخين المعاصرين يعتقد أن « البوق » لديه قدرة سحرية على إشعال الحروب إذا ما تم النفخ فيه، وذهب هؤلا المؤرخون إلى أبعد من ذلك حين قالوا إن النفخ فيه للمرة الأولى عام 1939، لتسجيل صوته من طرف هيئة الإذاعة البريطانية، كان السبب وراء الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
ويزيد هؤلاء المؤرخون لدعم نظريتهم الغريبة، بالقول إن النفخة الثانية اشعلت حرب 1967، كما أشعلت نفخة أخرى « حرب الخليج الثانية » عام 1990، وكانت آخر نُفخة فيه قد أشعلت « الربيع العربي » في يناير من عام 2011.
اكتشف البوق للمرة الأولى عام 1922 من طرف اللورد كارتر، في مقبرة الملك الفرعوني الشهير « توت عنخ آمون »، وهي مقبرة تقع في البر الغربي من الأقصر.
ويبلغ طول البوق المصنوع من النحاس والفضة، حوالي 22 سنتميتراً، ويحملُ على جانبه نقشاً للملك « توت عنخ آمون »، مرتدياً التاج الأزرق وفي يده صولجان معقوف.
ويحتل « بوق الحرب » مكانة مهمة في الثقافة الفرعونية القديمة، بصفته آلة موسيقية عسكرية، تستخدم عند إعلان الحرب على العدو.
اليوم أصبح الرئيس الموريتاني يملك نسخة من « بوق الحرب »، وهي نسخة مشابهة إلى حد التطابق للبوق الاصلي، تقدم في العادة هدية للشخصيات الوازنة، فيما تبقى النسخة الحقيقية بعيدة في المتحف المصري.