قال الرئيس السنغالي ماكي صال إن الزيارة التي قام بها منذ أمس الخميس لموريتانيا تشكل « انطلاقة جديدة » للعلاقات بين البلدين، واصفاً الاتفاق الذي وقعه البلدان بخصوص استغلال وتطوير حقل الغاز المشترك بينهما بـ« التاريخي ».
وعبر الرئيس السنغالي خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الجمعة في مطار نواكشوط الدولي رفقة نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، عن ارتياحه لمستوى الاستقبال والحفاوة التي تلقاها في موريتانيا، والصراحة التي ميزت المباحثات التي أجراها مع نظيره الموريتاني، وقال: « أنا متأكد من أن هذه الزيارة ستشكل انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين ».
ووقع البلدان صباح اليوم اتفاقاً لتطوير واستغلال حقل السلحفاة الكبير « أحميم »، الواقع قبالة سواحل البلدين في منطقة حدودية مشتركة، فيما تشير التقارير إلى أن إنتاج الغاز في الحقل سيبدأ عام ٢٠٢١، وهو الاتفاق الذي وصفه ماكي صال بأنه « في غاية الأهمية »، مشيراً إلى أنه سيمكن البلدين من استغلال أمثل للموارد المشتركة.
وأضاف صال: « هذه الموارد الموجودة في عرض البحر على الحدود المشتركة للبلدين لن يتم استغلالها إلا إذا كان البلدان متفقان، لأنهما لن يحصلا على أي تمويل من أي بنك في العالم في حالة اختلفا، وبالتالي فإن ما نقوم به اليوم تاريخي وفي غاية الأهمية ».
وأوضح الرئيس السنغالي أنه من المهم الدفع بالبلدين نحو تكثيف الجهود من أجل استغلال أمثل للموارد بنسبة « خمسين في المائة خمسين في المائة »، مؤكداً أن الجهود المشتركة يجب أن تتجاوز استغلال الغاز لتشمل مجالات أخرى عديدة تعود بالنفع على البلدين.
من جانبه قال الرئيس الموريتاني إن مشروع تشييد جسر يربط بين البلدين في مدينة روصو الحدودية « قطع مراحل متقدمة »، مشيرا إلى أن التمويل تم الحصول عليه وشكلت لجنة للإشراف على المشروع.
وأكد ولد عبد العزيز أن العلاقات بين الدول تشيد بشكل دائم ومستمر، وقال: « اليوم نتعاون في مجال، ولكننا غداً أو بعد غد، أو حتى في العقود المقبلة، سنتعاون في مجالات أخرى، لذا فهي عملية دائمة ومستمرة ويتوجب علينا دائماً أن نطور ونعزز التعاون فيما بيننا »، وفق تعبيره.
وتأتي زيارة ماكي صال لموريتانيا من أجل احتواء الأزمة التي أعقبت مقتل صياد سنغالي على يد خفر السواحل الموريتاني، وما أعقب الحادثة من احتجاجات غاضبة في مدينة سينلوي استهدفت محلات تجارية موريتانية.