لم يصدق نفسه عندما رد عليه نادي “بايرن ميونيخ” في رسالة إلكترونية: “نعم، أنت سفيرنا في موريتانيا”، وهو الذي عشق النادي منذ أن فتح عينيه على متابعة كرة القدم الأوروبية والعالمية، تلك هي قصة الشاب الموريتاني عتيق محمد عالي حبيب.
عتيق شاب من مواليد عام 1993 بمدينة “الفجيرة” في دولة الإمارات العربية المتحدة، قاده عشقه للنادي البافاري إلى تأسيس أول رابطة رسمية لمشجعي النادي في موريتانيا، مجمعاً حوله كتلة صلبة من المشجعين في بلد يهيمن عليه الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة.
بدأت القصة عندما بعث عتيق برسالة إلكترونية إلى النادي البافاري يطلب منه الإذن بإنشاء أول رابطة رسمية لمشجعي الفريق في موريتانيا، فرد عليه النادي: “نعم، أنت سفيرنا في موريتانيا”.
كنت الوحيد
يصف عتيق حبيب في مقابلة مع “صحراء ميديا” قصته مع نادي بايرن ميونيخ بأنها “قصة عشق لا يمكن وصفها في حروف لأنها في القلب”.
يتحدث عتيق عن قصته مع النادي البافاري بكثير من الفخر والاعتزاز، خاصة بعد الثقة الكبيرة التي وضعها فيه النادي، ويضيف: “لقد بدأت مطلع عام 2007، عندما كنت الوحيد بين أصدقائي وأفراد العائلة الذي يشجع النادي الألماني، لم أكن حينها أدرك أن الحب الذي أتنفسه لهذا النادي العظيم سيكون له صدى داخل أروقة ملعب الأليانز أرينا”.
لم يكن من السهل أن تشجع النادي البافاري في بلد كموريتانيا يسيطر فيه عشق الدوري الأسباني، إذ ينقسم غالبية المشجعين مابين نادي العاصمة ريال مدريد ونادي كاتلونيا برشلونة.
يقول عتيق إنه واجه الكثير من الصعوبات لمشاهدة مباريات ناديه المفضل، لأن المقاهي في موريتانيا ومحلات عرض المباريات، كلها يهيمن عليها الدوري الإسباني ومبارياته، ومؤخرا بدأت تتوسع لتعرض مباريات الدوري الإنجليزي، أما مباريات الدوري الألماني فلا تُعرض إلا في مناسبات نادرة جداً.
بداية الاتصال
بدأ عتيق محاولاته التواصل مع النادي البافاري عندما اكتشف على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” رابطة رسمية للمشجعين في فلسطين، وقد تم الاعتراف بها من طرف النادي، لتصبح أول رابطة عربية يتم الاعتراف بها من طرف أندية أوروبا، كان ذلك عام 2015.
من هنا انطلقت رحلة عتيق نحو إنشاء رابطة رسمية للمشجعين في موريتانيا، يكون معترفا بها من قبل النادي، ويقول في هذا السياق: “لقد لاقيت الكثير من الصعوبات من أجل الحصول على مشجعين حقيقيين للنادي البافاري في موريتانيا”.
استغل عتيق موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” الأكثر انتشارا في موريتانيا، وأطلق من خلاله حملة للبحث عن مشجعي النادي البافاري، وقد نجح في التواصل مع مجموعة من المشجعين شرح لهم الهدف والسبب من إنشاء الرابطة.
بعث عتيق برسالة طلب الاعتراف بالرابطة إلى النادي البافاري، رد النادي على الفور بالتعبير عن فرحه وشكره، خاصة وأنه كان أول موريتاني يتواصل مع إدارة النادي البافاري الذي أرسل على الفور بعض الوثائق فيها شروط وبنود تأسيس الرابطة.
طلب النادي من عتيق إعداد قائمة بأسماء 25 عضوا، مرفقة ببياناتهم الشخصية، فيما تولى النادي مهمة التواصل مع هؤلاء الأعضاء للتأكد من وجودهم، وفي يوم 19 ديسمبر 2016 أرسل النادي الموافقة على إنشاء الرابطة والاعتراف بها رسمياً، ورحب بعتيق ورفاقه في عائلة النادي، وأصبح بموجبها سفيرا للنادي في موريتانيا.
العائلة بنواكشوط
يشير عتيق إلى أن الهدف من إنشاء الرابطة هو زيادة القاعدة التشجيعية للنادي البفاري في موريتانيا، ولكنه وقبل كل شيء التمكن من جمع مشجعي النادي تحت سقف واحد لمشاهدة ناديهم في نفس المكان والاحتفال بالفوز والبطولات.
يؤكد عتيق أن الإقبال على الرابطة يشهد تقدماً مستمراً، فيما تم تسجيل 87 شخصاً بصفة رسمية، وسيجري أول اجتماع للأعضاء يوم 20 من شهر فبراير لمشاهدة مبارايات النادي تحت سقف واحد.
يحلم عتيق بزيارة ولاية بافاريا وبالتحديد عاصمتها ميونخ، حيث يوجد مقر النادي الذي يرى أنها “الأعظم في العالم”، وحلمه الأكبر مشاهدة لاعبي النادي عن قرب ومقابلتهم في نادي “أليانز أرينا”.