أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة رسمية موجهة إلى رئيس الكاميرون بول بيا وموقعة بتاريخ 30 يوليو، اعترافه بدور فرنسا في القمع العنيف الذي تعرضت له الكاميرون خلال نضالها من أجل الاستقلال، وذلك وفقًا لما كشفته الرسالة الثلاثاء.
وجاء الاعتراف بناءً على نتائج لجنة مشتركة فرنسية-كاميرونية حققت في دور فرنسا في مواجهة حركة الاستقلال بين عامي 1945 و1971.
وكانت الكاميرون مستعمرة ألمانية قبل أن تقسمها فرنسا وبريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى. ونالت المنطقة التي كانت تحت الإدارة الفرنسية استقلالها عام 1960، في حين انضم الجنوب البريطاني إلى الكاميرون الفرنسية في اتحاد عام 1961، وفقًا لقرار تحت وصاية الأمم المتحدة.
وأوضحت الرسالة أن لجنة المؤرخين أجمعت على وقوع حرب في الكاميرون خلال تلك الفترة، شهدت ارتكاب السلطات والقوات الفرنسية لجرائم قمع عنيفة في مناطق عدة، واستمرت هذه العمليات بعد الاستقلال بدعم فرنسي للإجراءات التي نفذتها السلطات الكاميرونية الجديدة.
كما أقر ماكرون بمسؤولية فرنسا عن مقتل قادة استقلال بارزين، بينهم روبن أم نيوبه وبول مومو وإسحاق نيوبه باندجوك وجيريمي نديليني، الذين قتلوا بين 1958 و1960 خلال عمليات عسكرية تحت القيادة الفرنسية.
وأكد الرئيس الفرنسي التزامه بفتح الأرشيفات التاريخية، ودعم المبادرات البحثية، وتشكيل فريق عمل مشترك لتطبيق توصيات اللجنة، بهدف تصحيح الذاكرة التاريخية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.