استجوبت المحكمة الجنائية المختصة في جرائم الفساد، اليوم الاثنين المدير الأسبق للشركة الموريتانية للكهرباء «صوملك» محمد سالم ولدابراهيم فال الملقب “المرخي” حول عدة تهم في ملفات تتعلق بفترة عمله في الشركة خلال 10 سنوات، وبخصوص مصادر ثروته أوضح أنهقضى 20 سنة في قطاع البنوك وكان يعمل في مجال العقارات والسيارات قبل توليه مناصب رسمية.
في بداية حديثه للمحكمة قدم عرضا حول شركة «صوملك» وقال إنها متخصصة في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، ولديها عقد برمجة مع الدولة الموريتانية، مشيرا إلى وجد نقطتين تتعلقان بالإنارة العمومية ولجان الصفقات.
وبخصوص لجان الصفقات أشار لوجود لجنة للاستثمار ولديها أعضاء خارج الشركة، منهم البنك المركزي ووزارة الطاقة والمعادن والاقتصاد و التجارة وتمر عليها الصفقات الخاضعة لمدونة الصفقات 044.
وعرج على لجنة الاستغلال التي يرأسها المدير المساعد لصوملك ومعه مستشار مكلف بالصفقات والمدير المالي للشركة، مشيرا لوجود ميزانية للاستثمار تتم المصادقة عليها كل عام، بينما يوجد جانب الصفقات العمومية وهو ممول من الخارج، وجانب ممول من الدولة ويكون عادة له طابع اجتماعي، حسب قوله.
وأكد أن الشركة تخضع لسبع هيئات رقابية وأنها كانت لديها مديونية تقارب 31 مليار أوقية قديمة، حيث خسرت الشركة 9 مليارات أوقية فيالعام 2009، مدافعا عن بناء المحطات الكهربائية التي ساعدت في تخفيض تكلفة “الكيلو وات“، وأعادت ميزانية التشغيل للتوازن، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن رأس المال ازداد في العام 2015 وتوقفت الخسارة، ولم تعد الدولة تدعم الشركة بأوقية واحدة، بعد أن كانت تدعم الشركة كل عام ب6 مليارات، منبها إلى أن عائدات التصدير لمالي والسنغال بلغت في العام 2009 قيمة 1،3 مليار أوقية للشهر، بينما وصلت في العام 2019 قيمة 5 مليارات أوقية.
وعرج على انفصال الشركة عن شركة الماء في العام 2001، حيث أعطي وقتها العقار كله لشركة الماء، وأنهم بنوا 3 عمارات، واحدة في عرفات والثانية على شارع “المقاومة” والثالثة عند محطة البث ورمموا محطة الصين ومقر الشركة في لكصر، مشيرا إلى اقتناء 12 صهريجا جديدا لنقل المحروقات للمحطة الشمالية لاستهلاكها ل700 طن يوميا، ومكنت الخطوط عالية الجهد من إيقاف المحطات لارتباطها بالشبكة ،وفق تعبيره.
وبخصوص سؤال وجهه له القاضي حول توسعة المحطة الشمالية المزدوجة عرج ولد ابراهيم فال على التمويل المقدم من طرف البنكالإسلامي والصندوق العربي “فاديس“، وقال إن السنغاليين طلبوا منهم توفير 60 ميغاوات بصفة استعجالية، ويجب أن تنقل من المحطة الشمالية إلى محطة OMVS بعرفات، موضحا أن وفدا يضم وزير الطاقة الموريتاني ونظيره السنغالي ووزير الاقتصاد الموريتاني وممثللشركة الإنتاج والكهرباء والغاز والمدير المساعد لصوملك غادر للسعودية لطلب تمويل من البنك الإسلامي لنقل الكهرباء لمسافة 21 كم داخل نواكشوط.
وقال إنهم قاموا بمناقصة دولية فازت بها شركة إسبانية تسمى “سمي” وأنها أحضرت المعدات لكنها دخلت في مشاكل مع شركاء محليين، وأنهم في الشركة حجزوا المعدات ورفعت عليهم قضية لدى غرفة التجارة الدولية في فرنسا، وبعد اتفاق في المغرب مع الشركة تقرر تقدير سعر المعدات ب5 ملايين دولار دفعتها موريتانيا، وتبقت 2 مليون دولار لتركيبها وحصلت شركة “كالبتارو” الهندية على الصفقة بالتراضي،لكونها كانت تعمل وقتها مع الدولة على مشروع الجهد العالي، وفق تعبيره.
وعرج على صفقة “كالبتارو” وهي الشركة الهدنية التي قامت بنقل الكهرباء بين نواكشوط ونواذيبو، وقال إنه سبق أن شاهد سليمان ولدداداه معهم أثناء عملهم مع المجموعة السعودية، وصرح أن مدير الكهرباء في الوزراة بعث له برسالة يوم 10/02/2017 يقو ل فيها إنه بتعليمات من الوزير يأمرهم بعقد تحاري مع شركة “كالبتارو” وأن التمويل سيكون عن طريق البنك الخارجي الهندي “اكزيم بنك“.
وفي سؤال عن ربط المحطة الشرقية لانواكشوط بمحطة لكصر ، قال إن نواكشوط كان يوجد فيه خط واحد وعند حصول الدولة على تمويلات بنيت 5 محطات جديدة، وصار لابد من ربطها بمحطة لكصر وبخصوص محطة نواذيبو قال إنها كانت تستهلك 4 مولدات كلهم 5،5 ميغاوات يعملون منذ سنة 1978، وزودتهم صوملك بمولدين كل واحد بطاقة 11 ميغاوات، ولكن صارت مشكلة عند تعطل أحدهما، ما دفع بالشركة لمحاولة نقل المحطة الشمالية (12 ميغاوات) لانواذيبو ووصلتهم عروض نقلها ب10 ملايين دولار مادفعهم لصفقة بالتراضي مع “وردسيلا” باقتناء مولدين بطاقة 5،5 لكل مولد.
وعرج على صفقة نقل الكهرباء لازويرات وكهربة محور ملتقى “صباح” حتى المطار الجديد وقال إن الوزير السابق محمد سالم ولد البشيراتصل به بخصوص الصفقة الأخيرة المستعجلة لاستضافة نواكشوط للقمة العربية، حيث شكلت لجنة مصغرة أوصت بمنح العقد لشركة “جيوسولار” الصينية.
وبخصوص شهادة قريبه دمب انجاي حول شراء عقارات في المنطقة الحرة قال إنه حين عين رسميا وكل زوجته على أعماله وكان يراقبها وأنههو من أقنعها حين أخبرته بنيتها شراء عقارات في نواذيبو باللجوء لانجاي لأنه كان تربى في نواذيبو وثقة، لكنه لم يدخل في الصفقة ولاعلاقة له بها.