قضت غرفة الجرائم بمحكمة داكار، بالسجن سنتين نافذتين على عمدة مدينة زيكنشور ورئيس حزب باستيف المعارض، عثمان سونكو، في قضية تهم تتعلق بالاغتصاب، شغلت الرأي العام والشارع السنغاليين، لثلاث سنوات.
وجاء حكم القضاء السنغالي بعد أسبوع من جلسة محاكمة استمرت زهاء 19ساعة، وغاب عنها سونكو الذي برر محاموه غيابه بعدم وصول استدعاء إليه، وهو الذي أعلن عدم التعاون مع القضاء السنغالي الذي وصفه بالمسيس.
وبرأ القاضي سونكو من تهمة الاغتصاب والتهديد بالقتل ضد آدجي صار، لكنه أدانه بتهمة التعدي الجنسي على الشابة آدجي صار، وهي جريمة تعاقب عليها المادة 324 من قانون الجرائم السنغالي وتعني “التعدي على حرمة (كرامة) القصر أو الشباب أقل من 21 عاما”.
وألزم القاضي سونكو بدفع غرامة تبلغ 600 ألف فرنك غرب أفريقي.
كما دان القضاء مالكة صالون التجميل الذي وقعت فيه الحادثة، خدي اندي بالسجن عامين مع غرامة مالية ب 600 ألف فرنك، وذلك لتسهيلها قيام سونكو بالتعدي الجنسي على آدجي صار، لكن القاضي برأها من تهمة التواطؤ مع سونكو في الاغتصاب.
وألزم القاضي سونكو وخدي اندياي معا بدفع 20 مليون فرنك للشابة آدجي صار، كتعويض عن الأضرار، وكانت صار طالبت بتعويض من مليار و 500 مليون فرنك.
ويحق لسونكو استئناف الحكم خلال 15 يوما قبل أن يكون نافذا.
لكن الحكم بالسجن سنتين قد لاينفذ حاليا، فالمدة القانونية لتنفيذ العقوبة هي 10 سنوات، ما يعني أن القضاء قد يأمر بسجن سونكو في أي وقت خلال هذه الفترة.
وبحسب أحد محامي سونكو، فإن زعيم حزب باستيف لم يحاكم في ارتكابه جريمة، لأنه برئ من تهمة الاغتصاب، بل تم الحكم عليه في “جنحة”.
ويأتي الحكم الذي أصدرته المحكمة اليوم، بعد جلسة 23 مايو المنصرم، وبعد الحكم بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ صدر قبل أسابيع في قضية قذف وتشهير ضد وزير السياحة السنغالي.
ويقول أنصار سونكو، إن الهدف من وراء هذه المحاكمات، هو منع زعيمهم من الترشح لرئاسيات 2024، عبر قوة القانون، بعد أن أعلن نيته الترشح لها.
وبعد “اقتياده” إلى منزله في داكار، قبل أيام حين كان يقود قافلة لأنصاره من زيكنشور، شددت السلطات الأمنية حضورها صباح اليوم الخميس أمام منزله في حي سيتي غورغي، كما شددت الحراسة على الطرقات المؤدية إلى المحكمة، وسط داكار.
وبعد إصدار الحكم، وقعت مناوشات بين بعض المتظاهرين من أنصار سونكو وقوات الأمن، خصوصا في محيط جامعة الشيخ انتا ديوب، وسط خشية من استمرارها، بعد دعوة سونكو أنصاره إلى التظاهر والخروج إلى الشارع دعما له.