الشيخ محمد حرمه – جدة (صحراء ميديا)
عبر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في خطابه أمام القمة العربية المنعقدة بمدينة جدة اليوم الجمعة، عن دعمه للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الأمة العربية، وقال إنه من أجل تقوية وتعزيز العمل العربي المشترك لا بد من “تعزيز تبادلاتنا الاقتصادية البينية”.
وكان ولد الغزواني قد وصل مساء أمس الخميس إلى مدينة جدة، على غرار بقية قادة الدول العربية للمشاركة في القمة العربية الثانية والثلاثين التي تحتضنها السعودية، وانطلقت فعالياتها زوال اليوم الجمعة.
واستقبل ولد الغزواني في مقر انعقاد القمة زوال اليوم من طرف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قبل افتتاح فعاليات القمة.
وبدأ ولد الغزواني خطابه بشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي عموما على “استضافة هذه الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، وعلى ما أحطنا به من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، منذ وصولنا إلى هذه الأرض الطيبة المباركة”.
وهنأ ولد الغزواني باستلام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لرئاسة مجلس جامعة الدول العربية، خلال افتتاح القمة، قبل أن يشيد “بما يطلع به وولي عهده من دور ريادي وفعال في خدمة قضايا أمتنا العربية”.
وأضاف الرئيس الموريتاني أن “ما يلوح في خضم الأزمات المتنوعة التي تجتاح العالم، من بوادر تغيرات جيو استراتيجية عميقة، ليؤكد حاجتنا الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات لتطوير وترقية عملنا العربي المشترك”.
ثم أوضح في خطابه أنه “بقدر ما يتعزز هذا العمل، تتحسن قدرتنا الجماعية على الصمود في وجه مختلف التحديات، وكذلك فعالية جهودنا في تحقيق ما نطمح إليه من تنمية ومن استقرار”.
وقال ولد الغزواني: “إن عملنا المشترك هو الذي به يقوى ويتعزز حضورنا على الساحات الدولية؛ سياسيا واقتصاديا وبيئيا وثقافيا”، قبل أن يضيف: “أود في هذا الإطار أن أجدد دعمنا للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة باستضافة إكسبو 2030 وأن أهنئ أشقاءنا في دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة الدورة القادمة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”.
وفي سياق حديثه عن العمل العربي المشترك، قال الرئيس الموريتاني: “إن إحساسي بضرورة تطوير العمل العربي المشترك، يزداد عمقا وقوة كلما نظرتُ إلى الوضع الراهن في فلسطين المحتلة، وإلى ما يشهده عالمنا العربي من نزاعات، وما يواجه من تحديات مصيرية”.
وأضاف: “إننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ندين بقوة الاعتداءات الإسرائيلية، ونجدد التأكيد على تمسكنا بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقا لما تقتضيه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”.
كما شدد على موقف موريتانيا المتمسك “بالحلول التي تحفظ الوحدة الترابية، وترسي دعائم الاستقرار والأمن، في كل من ليبيا واليمن، مستبشرين بما يلوح من انفراج في البلدين”.
وجعا الرئيس الموريتاني إلى “بذل كل الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفعال في جمهورية السودان، ولخلق ظروف مناسبة لتقديم الدعم الإنساني وللتأسيس لحل سياسي شامل في هذا البلد الشقيق”، قبل أن يشيد “بكل الجهود العربية المبذولة في هذا الصدد، وخاصة بالرعاية السعودية الكريمة للمحادثات بين الأطراف السودانية الشقيقة، آملا أن يفضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى رسم خارطة طريق تضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه وحق مواطنيه في الأمن والاستقرار”.
وحول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قال الرئيس الموريتاني: “أشيد كذلك بعودة جمهورية سوريا الشقيقة للحضن العربي، آملا لها أن تستعيد بشكل كامل دورها المحوري التاريخي، في تعزيز العمل العربي المشترك، ومرحبا بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد بين أشقائه”.
وفي ختام خطابه، قال الرئيس الموريتاني إن “العمل العربي المشترك لا يقوى إلا بقدر قوة الشراكات الاقتصادية بين بلداننا العربية، ولذا لا بد لنا من تعزيز تبادلاتنا الاقتصادية البينية، تمهيدا لقيام سوق عربية مشتركة تؤسس لتنمية مستديمة وشاملة في فضاءنا العربي”.
وأوضح أنه “من هذا المنطلق تنبع الأهمية القصوى التي توليها بلادنا لانعقاد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في نواكشوط، مطلع شهر نوفمبر القادم، والتي يحدونا الأمل في أن تكون محطة متميزة من مسيرة العمل العربي المشترك”.
ووجه ولد الغزواني في نهاية خطابه الدعوة للقادة العرب، قائلًا: “إنني إذ أرجو لأعمال هذه الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية كل النجاح والتوفيق، لأعبر لكم مسبقا، إخوتي أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، عن سروري لاستقبالكم في نواكشوط للمشاركة في فعاليات القمة العربية التنموية في دورتها الخامسة”.