الشيخ محمد حرمه – جدة (صحراء ميديا)
تحتضن مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، القمة العربية الثانية والثلاثين، وذلك بحضور أكثر من عشرين زعيمًا عربيًا، وسط رغبة في طي الخلافات السياسية، والتوجه نحو تحقيق التنمية والتعاون الاقتصادي.
وتوافد القادة العرب نحو مدينة جدة منذ يوم الخميس، وكان من بين الواصلين الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والسوري بشار الأسد، والتونسي قيس سعيد والمصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، ورئيس جمهورية الصومال الفيدرالية حسن شيخ محمود.
كما وصل أيضًا إلى جدة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس وفد سلطنة عمان أسعد بن طارق نائب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي.
ويبقى الحدث الأبرز في هذه القمة هو عودة سوريا إلى أنشطة وفعاليات جامعة الدول العربية، بعد أكثر من عشر سنوات من تجميد عضويتها، ويقود الوفد السوري بشار الأسد، الذي كانت آخر قمة عربية يحضرها تلك التي عقدت في مدينة سرت الليبية عام 2010.
ووجهت المملكة العربية السعودية الدعوة إلى جميع القادة العرب، من أجل المشاركة في القمة، ولكن سيغيب عنها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، بسبب الحرب الدائرة في السودان، وهي أحد أبرز الملفات المطروحة على طاولة القمة.
وتطرح على طاولة القمة، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، ملفات اقتصادية لتعزيز التعاون العربي المشترك، وأخرى بإعادة هيكلة جامعة الدول العربية وإدخال بعض الإصلاحات عليها.
ونوقشت هذه الملفات منذ يوم الاثنين الماضي، خلال سلسلة اجتماعات تحضيرية احتضنتها مدينة جدة، على مختلف المستويات وكان من أهمها اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب.
وستنعقد القمة زوال اليوم الجمعة، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يتوقع أن يلقي كلمة أمام القادة العرب.
في غضون ذلك، سبق أن أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، أن المملكة تحتضن هذه القمة في وقت يمر العالم “بتحديات وصعوبات عديدة تجعلنا أمام مفترق طرق، تحتم علينا الوقوف صفاً واحداً”.
وأضاف وزير الخارجية السعودي: “علينا بذل المزيد من الجهد لتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، لتصبح منطقتنا آمنة مستقرة، تنعم بالخير والرفاه”.
وأشار في السياق ذاته إلى أن “المنطقة العربية تزخر بطاقات بشرية وثروات طبيعية تفرض علينا التنسيق المستمر، وتسخير كافة الأدوات الممكنة لها، وتفعيل وابتكار آليات عمل جديدة، تنبذ الخلافات البينية، وترفض التدخلات الخارجية”.
وخلص إلى التأكيد على أن السعودية “تتطلع للعمل مع الأشقاء العرب لتعزيز واستقرار أمن الدول العربية، وحشد الجهود والإمكانات للمضي قدماً في مسار التنمية والازدهار لبناء مستقبل تنعم به الأجيال القادمة”.
وعبر وزير الخارجية السعودي عن أمله في أن تحقق قمة جدة “التطلعات المرجوة منها”.