بعد محطة أولى في إثيوبيا، يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس إلى النيجر، البلد الذي يشيد به الغربيون باعتباره نجاحا ديموقراطيا في غرب إفريقيا حيث يعتزمون التصدي للنفوذ الروسي المتزايد.
بلينكن أول وزير خارجية أميركي يزور المستعمرة الفرنسية السابقة، وهي قاعدة عسكرية رئيسية للقوات الغربية في حملتها لمكافحة الجماعات المسحلة في منطقة الساحل.
ويتوقع أن يعلن بلينكن عن المزيد من الدعم الأميركي للنيجر التي تعد من أفقر دول العالم.
والأربعاء في إثيوبيا أكد بلينكن أن زيارته للبلدين جزء من تعهد الرئيس جو بايدن بأن يكون “الداعم كليا لإفريقيا مع إفريقيا”.
وصرح بلينكن “هذا يعني أن الولايات المتحدة ملتزمة بشراكات عميقة ومتفاعلة وحقيقية في القارة”.
ترغب إدارة بايدن في الانخراط بشكل أكبر في افريقيا لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد فيها وكذلك النفوذ الروسي مؤخرا.
وأجرت مالي الدولة الحدودية غرب النيجر، تقاربا مع روسيا لا سيما مع وجود مجموعة فاغنر الروسية العسكرية، وقطعت باماكو في المقابل التحالف العسكري مع فرنسا وشركائها.
وأصبحت النيجر مذاك حليفا رئيسيا للجهود العسكرية الفرنسية في غرب إفريقيا، مع انتشار ألف جندي فيها.
قامت الولايات المتحدة أيضا ببناء وتشغيل القاعدة الجوية 201 في وسط هذه الدولة الصحراوية، وتستخدم القاعدة لتسيير طائرات بدون طيار لمهاجمة الجماعات المسحلة ومراقبة تحركاتهم.
وشهد تاريخ النيجر المستقل منذ عام 1974 سلسلة انقلابات كان آخرها في عام 2010.
واستعادت البلاد الاستقرار في عام 2011 بعد انتخاب محمد إيسوفو الذي انسحب من الحياة السياسية عام 2021 اثر انتخاب محمد بازوم، في أول عملية سلمية لنقل السلطات بين رئيسين منتخبين.
وأشادت واشنطن بأداء الرئيس محمد بازوم لا سيما خلال قمة القادة الأفارقة التي نظمها جو بايدن في العاصمة الأميركية في ديسمبر.
وقالت مسؤولة أميركية كبيرة ضمن وفد بلينكن إن هذه الزيارة تهدف إلى دعم جهود الرئيس بازوم الذي ينتقد عمل مجموعة فاغنر المسلحة.
واضافت المسؤولة «نعتقد أنهم يتخذون الخيارات الصحيحة للتعامل مع أنواع التهديدات المشتركة عبر منطقة الساحل. لذلك نحاول إبراز مثال إيجابي»مضيفة أن واشنطن تريد مساعدة نيامي على أن تصبح قواتها المسلحة «إحترافية».
وتابعت «بصراحة النيجر في وضع صعب للغاية. لكن رغم كل هذه التحديات تحاول السلطات القيام بما يجب القيام به».