وصف شاهد كان بالصدفة أمام مسجد ابن عباس، لحظات فرار أربعة سجناء مدانين بـ “الإرهاب”، مساء أمس الأحد، فقال إن الأمور جرت بسرعة كبيرة، وتخللها رعب وارتباك في أوساط المارة.
وقال الشاهد الذي التقته “صحراء ميديا” إنه كان أمام مسجد ابن عباس حين سمع إطلاق نار في السجن المدني، وشاهد بعد ذلك أربعة أشخاص يفرون من بوابة السجن وبحوزتهم أسلحة.
وأضاف الشاهد الذي فضَّل حجب هويته، أن الأشخاص الأربعة كانوا يرتدون “ملابس غريبة”؛ شبيهة بسراويل تقليدية قصيرة وواسعة، كتلك التي يرتدي الموريتانيون تحت “الدراعة”.
وقال الشاهد إن السجناء الفارين أوقفوا سيارة سوداء صغيرة، كانت تمر بالصدفة من شارع جمال عبد الناصر، هددوا سائقها بالسلاح فتركها لهم وفر باتجاه مسجد ابن عباس، مشيرًا إلى أن سائق السيارة كان شابًا وانتابته حالة هلع.
ويضيف الشاهد في روايته للأحداث أن السجناء حين كانوا يوقفون السيارة على جادة شارع جمال عبد الناصر، لحق بهم عنصران من الحرس الوطني، فعاد واحد من السجناء وأطلق النار ليردي أحد أفراد الحرس على الأرض، فيما تراجع الآخر باتجاه بوابة السجن.
وقال الشاهد إنه بعد إطلاق النار على عنصر الحرس الوطني، ركب السجناء السيارة وانطلقوا بسرعة كبيرة في اتجاه ساحة المطار القديم، تاركين خلفهم حالة من الذعر في أوساط المارة، الذين كانوا يراقبون إطلاق النار.
وبقي جثمان عنصر الحرس الذي أطلق عليه السجناء النار، مرميًا على ناصية شارع عبد الناصر لفترة من الوقت، قبل أ، يتدخل الأمن الموريتاني ويفرض طوقًا على المنطقة وتبدأ ملاحقة السجناء الفارين.
وقال الشاهد الذي تحدث لـ “صحراء ميديا” إنه أبلغ جهة أمنية بما لديه من تفاصيل، رغم أن العملية وقعت بعد صلاة المغرب، ومع بداية حلول الظلام.
وأشار إلى أن إدارة الأمن الوطني استمعت له وطرحت عليه العديد من الأسئلة بخصوص ملابسات ما جرى، في جو وصفه بأنه كان “مسؤول ومحترم”.
وفي إطار تعقب السجناء الفارين، استمع الأمن الموريتاني لعدد من الشهود الذين صادفهم السجناء الفارين، بمن فيهم شاهد آخر صدم السجناء الفارون سيارته، فظل يلاحقهم حتى أطلقوا عليه أعيرة نارية، فتوقف عن تعقبهم.
وكانت وزارة الداخلية الموريتانية قد وصفت حادثة الفرار بأنها “عملية إرهابية”، حين أسفرت عن “استشهاد” اثنين من أفراد الحرس الوطني، وإصابة ثلاثة آخرين.
وأكدت الوزارة في بيان أصدرته بعد ساعات من فرار السجناء، أن “الحرس الوطني سيطرته على السجن، وبدأت على الفور إجراءات تعقب الفارين بغية القبض عليهم في أقرب الآجال”.
وشكلت لجنة أمنية رفيعة المستوى، تتولى الإشراف على خطة للقبض على السجناء الفارين، فيما قطعت خدمة الانترنت عبر الهاتف المحمول عن البلاد، وشددت الإجراءات الأمنية على الحدود.
وقال مصدر خاص لـ “صحراء ميديا” إن القبض على السجناء الفارين “مسألة وقت”، مشيرًا إلى أن الأمن الموريتاني يسير الملف بحذر شديد “لأن السجناء مسلحين وخطيرين”، وبالتالي يسعى أفراد الأمن لتجنب “خسائر أخرى”.