إبراهيم الهريم – صجراء ميديا (دكار).
يستعد الناخبون في نيجيريا للانتخابات التي تنظم يوم السبت المقبل، وسط مخاوف من زيادة تدهور الوضع الأمني، خصوصا بعد الكشف عن النتائج.
ومع اقتراب يوم الاقتراع، تتزايد أعمال حيث سجلت عمليات قتل وهجمات، وسط موجة غضب عارم لدى السكان من الوضع المعيشي، ما تسبب في مظاهرات في عدة مدن.
اليوم الخميس، أعلن متحدث باسم الشرطة في محافظة أونوغو أن أحد المرشحين للانتخابات البرلمانية، قتل وأحرقت جثته بعد إضرام النار في سيارته.
وقال زعيم حزب العمال بيتر أوبي، إن مرشح الحزب عن دائرة أونوغو الشرقية أويبو شوكوو، قتل يوم الأربعاء، خلال عودته من مهرجان انتخابي.
وأضاف أن مسلحين أطلقوا النار على سيارته، وقتلوا خمسة أشخاص آخرين كانوا برفقته، وأضرموا النار في السيارة.
واستهجن زعيم حزب العمال، هذه الجريمة التي اتهم بها من وصفهم بالمعارضين، الذين قتلوا المرشح بسبب حظوظه الكبيرة في الفوز بمقعد البرلمان، حسب قوله.
ويعتبر أوبي أحد المرشحين للرئاسة الأوفر حظا، خصوصا في صفوف الشباب، ويتمتع بسمعة جيدة على أنه “رجل نزيه”.
ومطلع هذا الأسبوع، قتلت سيدة حرقا في منطقة أوكيغيوي، وأضرم مسلحون النيران في المنازل، فيما أكد مسؤول أمني أن 7 شرطيين على الأقل قتلوا في أعمال خلال الأسبوع، في مناطق جنوب شرق البلاد.
تحذير دولي
تكرار أعمال العنف أثار مخاوف المجتمع الدولي، من انزلاق البلاد وتدهور الوضع، خشية تكرار سيناريو 2015 و 2019، فحذرت الأمم المتحدة من تسبب العنف في تأجيل الانتخابات.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في نيجيريا ماتياس شامالي إن العنف قد يؤثر سلبا على سير العملية الانتخابية ونتائجها، وأشار المسؤول الأممي إلى أن نقص السيولة، الذي تسبب فيه تبديل أوراق العملة، ونقص الوقود، قد يفاقمان من الوضع.
أما الرئيس الأمريكي جو بايدن، فدعا إلى تنظيم الانتخابات في أجواء سلمية وهادئة، مضيفا أن “جميع النيجيريين لهم الحق في الاختيار بحرية ونزاهة”، وذلك في بيان اليوم صادر عن البيت الأبيض.
ونوه بايدن في البيان بتوقيع الأحزاب السياسية على اتفاق تتعهد فيه باحترام النتائج الصادرة عن لجنة الانتخابات.
وأكد الرئيس الأمريكي أن بلاده “لا تدعم أي مرشح على حساب آخر، لكنها تؤيد عملية انتخابية سلمية تعكس إرادة الشعبي النيجيري”.
مخاوف تأثير الوضع الأمني وتزايد أعمال العنف خصوصا في الأسابيع الأخيرة، اعترفت بها اللجنة المكلفة بالإشراف على الانتخابات، لكن رئيسها محمود يعقوبو، طمأن على تنظيم الانتخابات في وقتها، وأكد أن “الانتخابات النيجيرية ستجرى كما هو مخطط له”.
وتنتشر في نيجيريا جماعات مسلحة أبرزها بوكوحرام، وتشن هجمات دامية في مناطق واسعة من البلاد، خصوصا في الشمال، كما تمتهن مجموعات أخرى الاختطاف، لطلب الفدية.
معادلة الرئاسة
وتستعد نيجيريا لتنظيم انتخابات ثلاثية (رئاسية، برلمانية وبلدية)، ستنظم في آن واحد، يوم السبت 25 فبراير الجاري، ويتنافس فيها على مقعد الرئاسة 18 مرشحا.
وسيختار 94 مليون ناخب في نيجيريا، من سيخلف الرئيس الحالي محمدو بوخاري، والذي حكم البلاد لولايتين رئاسيتين، والبالغ من العمر 80 عاما.
استطلاعات رأي نشرها الإعلام المحلي، تشير إلى أن من بين 18 مرشحا للرئاسة، اثنان فقط من يتمتعان بشعبية كبيرة ولديهما حظوظ في الوصول إلى سدة الحكم، وهما بولا أحمد تينوبو عن حزب المؤتمر التقدمي الحاكم، وعتيقو أبوبكر عن حزب الشعب الديموقراطي، المعارض، وهو نائب سابق للرئيس.
ويقدم بولا تينوبو، حاكم لاغوس سابقا، نفسه عل أنه المرشح الأكثر قدرة على إصلاح البلاد، معتمدا في حملته الانتخابية على رصيده خلال فترة توليه منصب حاكم لاغوس، أكبر مدن البلاد، مؤكدا على ما يصفها بالإنجازات التي شهدتها المدينة.
المرشح الثاني عتيقو أبوبكر، رجل أعمال ثري، تلاحقه تهم بالفساد، ويعتمد على أصوات سكان الشمال، من حيث ينحدر، وهو الذي يترشح للمرة السادسة للرئاسة.
واختار حزب الشعب الديموقراطي عتيقو أبوبكر مرشحا للرئاسة، من أجل العودة إلى السلطة، وهو الحزب الذي حكم البلاد لأزيد من 15 عاما (1999- 2015).
ويرى مراقبون أن اختيار عتيقو من طرف المعارضة، مكيدة منها للعودة إلى الحكم، فهو ينحدر من نفس المنطقة التي ينحدر منها الرئيس المنتهية ولايته محمدو بوخاري.
ومن أجل الوصول إلى سدة الحكم، يجب أن يحصل المترشح للرئاسة في نيجيريا على أغلبية الأصوات، ويؤمن أصوات 25 محافظة من محافظات البلاد البالغ عددها 36.
وغالبا ما تؤدي نتائج الانتخابات في نيجيريا إلى توتر أمني، وذلك في وقت، تحذر فيه منظمات غير حكومية ومعاهد دراسات، من تأثير الوضع الأمني على سير الانتخابات.
حسب مجموعة الأزمات الدولية، فإن بوكوحرام و داعش، قد تكثفان من هجماتهما لعرقلة الانتخابات، وهو نفس ما ذهب إليه معهد توني بلير للتغيرات العالمية.
وخلال انتخابات 2015، في أوج تصاعد هجمات بوكوحرام، أجبرت الحركة السلطات على تأجيل الانتخابات الرئاسية لأزيد من شهر، كما قامت بهجمات ليلة الاقتراع وفي يوم الانتخابات عام 2019.