انطلقت اليوم قمة للاتحاد الافريقي في أديس ابابا قمة مكرسة خصوصا لأعمال العنف في منطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديموقراطية التي تثير قلقا «عميقا» لدى الأمم المتحدة، إلى جانب مشروع منطقة التجارة الحرة في القارة.
ويتضمن جدول الأعمال بين أولوياته أيضا أزمات الغذاء بينما تواجه القارة جفافا تاريخيا في القرن الإفريقي، في هذه القمة السادسة والثلاثين للاتحاد (55 دولة) التي تعقد في مقره في أديس أبابا.
وقالت الحكومة الإثيوبية إن 35 رئيس دولة وأربعة رؤساء حكومات على الأقل يشاركون في القمة.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القمة على أن «إفريقيا بحاجة إلى العمل من أجل السلام»، مشير ا خصوصا إلى الوضع في منطقة الساحل وشرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وقبل القمة جرت مناقشات الجمعة حول الوضع في شرق الكونغو الديموقراطية حيث تنتشر مجموعات مسلحة لا سيما في المنطقة الحدودية مع رواندا، بحضور رئيس الدولة الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي.
في هذا الاجتماع، دعا رؤساء دول مجموعة شرق إفريقيا التي تضم سبعة بلدان إلى «انسحاب جميع المجموعات المسلحة بحلول 30 مارس.
وحول إثيوبيا، أشاد رئيس حكومتها أبيي أحمد مضيف القمة أمام القادة باتفاق السلام الموقع برعاية الاتحاد الأفريقي، بين حكومته ومتمردي منطقة تيغراي، وسمح بحسب أبيي ب”إسكات السلاح”.
القضية الأخرى على جدول الأعمال هي منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي يفترض أن تضم 1,3 مليار شخص وتصبح أكبر سوق في العالم في عدد السكان.
وسيركز قادة الدول على “تسريع” إنجاز المنطقة الحرة التي تهدف إلى تعزيز التجارة داخل القارة وجذب المستثمرين.
وتشكل التجارة بين الدول الإفريقية حاليا 15 بالمئة فقط من إجمالي تجارة القارة.
ويرى البنك الدولي أن الاتفاق سيسمح بإحداث 18 مليون وظيفة إضافية بحلول 2035 و”يمكن أن يساعد في انتشال ما يصل إلى خمسين مليون شخص من الفقر المدقع”.وتفيد أرقام الأمم المتحدة بان مجموع إجمالي الناتج الخام لهذه المنطقة سيبلغ 3,4 تريليونات دولار.
لكن القارة تشهد خلافات لم تحل.
ووقعت الاتفاق كل دول الاتحاد الأفريقي باستثناء إريتريا لكن المناقشات تتعثر بشأن الجدول الزمني لتخفيض الرسوم الجمركية وخصوصا بالنسبة للدول الأقل نموا.
وقال غوتيريش إن منطقة التبادل الحر تمثل فعلا طريقا يؤدي إلى تحول باتجاه استحداث وظائف للأفارقة ومصادر جديدة لتحقيق الازدهار”.
تولى غزالي عثماني رئيس جزر القمر الأرخبيل الصغير الواقع في المحيط الهندي ويبلغ عدد سكانه حوالى 850 ألف نسمة، الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، خلفا للرئيس السنغالي ماكي سال.
وقال عثماني (64 عاما) الذي دعا إلى «إلغاء كامل» للديون الأفريقية، إن «منظمتنا بينت للعالم قناعتها بأن جميع الدول تملك الحقوق نفسها».
ورأت المنظمة غير الحكومية “مجموعة الأزمات الدولية” أن الرئيس غزالي عثماني “سيحتاج إلى دعم القادة الأفارقة الآخرين لتنفيذ مهام ولايته نظر للوزن الدبلوماسي المحدود للبلاد”.
وقبل تسليم الرئاسة، قدم رئيس الدولة السنغالي تقريرا عن أزمات الغذاء في قارة تضررت بشدة من عواقب الحرب في أوكرانيا لا سيما ارتفاع الأسعار.
وحول ملف مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي يقود كل منهما عسكريون تولوا السلطة على أثر انقلابات وعلقت عضويتها في الاتحاد الإفريقي، أرسلت الدول الثلاث وفودا إلى أديس أبابا للمطالبة برفع هذا التعليق.
وقال موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أمس الجمعة إن مجلس السلم والامن التابع للاتحاد سيجتمع في موعد غير محدد لاتخاذ قرار بشأن رفع محتمل للحظر عن هذه الدول الثلاث.
وقال فقي اليوم السبت إن «هذه العقوبات لا تحقق النتائج المرجوة على ما يبدو».