أطلقت المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، بالتعاون مع معهد ليل للصحافة بفرنسا وقناة فرنسا الدولية (CFI)، تكوينًا لصالح مجموعة من الصحفيين الموريتانيين حول تناول مواضيع “الهجرة غير الشرعية”.
الدورة التكوينية التي تستمر لثلاثة أيام، تهدف إلى رفع مستوى الصحفيين في التعاطي مع قضايا الهجرة غير الشرعية، التي بدأت تبرز بقوة في الصحافة خلال السنوات الأخيرة.
وتعد موريتانيا من أبرز دول العبور التي يسلكها المهاجرون القادمون من دول أفريقيا جنوب الصحراء، متوجهين نحو الشواطئ الأوروبية القريبة.
وتتعاون موريتانيا مع الدول الأوروبية، وخاصة اسبانيا، في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية، سواء من خلال محاربة شبكات تهريب المهاجرين، أو اعتراض خطوط الهجرة قبالة الشواطئ الموريتانية.
مقاربة موريتانيا
مدير تنمية الاتصال السمعي البصري بوزرة الثقافة الشيخ التيجاني ولد باب، قال خلال افتتاح الدورة التكوينية إن موريتانيا وضعت “مقاربة متعددة الأبعاد من أجل مواجهة الهجرة السرية”
ولد باب الذي يشغل منصب الأمين العام للوزارة وكالة، قال إن هذه المقاربة تنطلق من “حرص فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على الحد من تداعيات الهجرة السرية على البلد”.
وأوضح المسؤول الموريتاني أن المقاربة الموريتانية تتجسد في “حزمة إجراءات لتحصين البلاد من الانعكاسات السلبية لظاهرة الهجرة السرية”، مشيرًا إلى أن من أهم هذه الإجراءات “تجديد المعابر الحدودية وتأمينها وضبط تدفق الهجرة، وإحصاء المقيمين ومراجعة النصوص القانونية لمواءمتها مع الاتفاقيات الدولية”.
دور الصحافة
الأمين العام بالوكالة في وزارة الثقافة، الوصية على قطاع الإعلام، قال إن وزارته تسعى إلى ما سماه “تمهين الحقل الصحفي”، تماشيًا مع تعهدات الرئيس الموريتاني.
وأضاف أن ولد الغزواني “تعهد بالعمل على إيجاد صحافة مهنية”، مشيرًا إلى أن “هذا الهدف لا يمكن بلوغه دون برامج لتكوين العاملين في الحقل الصحفي، وتحسين خبراتهم في مختلف المجالات خاصة مجال الهجرة السرية”.
وشدد على أن هذه الدورة “فرصة مهمة من أجل الاستفادة القصوى من خبرة المكونين المشهودة”.
نفس الفكرة شدد عليها المدير العام المساعد للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء الحاج ولد فحفو، الذي أكد خلال افتتاح الدورة التكوينية على “الأهمية الكبيرة للدورة من خلال مضامين العروض القيمة التي سيتابعها الصحفيون”.
وأضاف ولد فحفو أن العروض سوف تتناول “مختلف قضايا الهجرة السرية”.
المعبر النشط
تعد موريتانيا أحد أهم معابر المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وجنسيات أخرى عديدة، وقد تزايد إقبال المهاجرين خلال السنوات الأخيرة، بسبب انقطاع طرق هجرة أخرى.
وسبق أن أعلنت السلطات الموريتانية ترحيل نحو 7 آلاف مهاجر غير شرعي، يحملون جنسيات مختلفة، وذلك خلال عام 2021 وحده.
ولمواجهة الهجرة غير الشرعية، وقعت موريتانيا مع اسبانيا اتفاقية أمنية نهاية العام الماضي (2022)، ستحصل بموجبها نواكشوط على آليات لوجستية وأخرى تقنية لمساعدتها في التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية والتهريب بكافة أشكاله.