نددت مساء أمس الأحد “تنسيقية حركات الأزواد” وهي تحالف مسلح حارب السلطات في مالي قبل توقيع اتفاق سلام مع باماكو في 2015، بتصريحات مسؤول مؤيد للمجلس العسكري الحاكم توقع فيها استئناف المعارك قريبا في شمال البلاد.
في فيديو نشره الجمعة على فيسبوك أعلن أمادو ألبير مايغا عضو المجلس الوطني الانتقالي الذي يضطلع بالمهام التشريعية، أن الجيش المالي سيطلق قريبا عمليات لاستعادة السيطرة على منطقة كيدال في شمال البلاد.
وقال محمد المولود رمضان المتحدث باسم “تنسيقية حركات الأزواد” عبر شبكات التواصل الاجتماعي إن التنسيقية تأخذ هذا الإعلان “على محمل الجد”.
وتابع “ندين هذا البيان الذي ينطوي على إعلان حرب والصادر عن مسؤول في واحدة من أولى المؤسسات” في البلاد، طالبا من المجتمع الدولي أن يكون “شاهدا على هذه الممارسات”.
تبعد كيدال من العاصمة باماكو أكثر من 1500 كلم وتحتل مكانة سياسية خاصة في البلاد التي تشهد اضطرابات منذ بروز حركات تمر د انفصالية وسلفية في العام 2012.
وتقع منطقة كيدال تحت سيطرة “تنسيقية حركات الأزواد”، وهي تحالف من الطوارق وقوميين عرب من شمال مالي المتمرد على السلطة المركزية تأسس في 2014 ثم وقع في الجزائر اتفاق سلام مع باماكو في 2015.
في الأثناء تواصل الجماعات المسحلة القتال وقد وسعوا نطاق عملياتهم إلى وسط مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
ويثير التمرد في كيدال غضبا في باماكو، لا سيما لدى السلطات العسكرية الانقلابية التي استولت على السلطة في العام 2020.
وقال أمادو ألبير مايغا وهو شخصية إعلامية ويعتبره مؤيدو المجلس العسكري مثقفا، إن “الحرب في كيدال حتمية”.
وتابع “قريبا جدا سننخرط مجددا في الحرب من أجل تحرير كيدال لقطع رأس الأفعى”، في إشارة إلى فرنسا التي دفع المجلس العسكري جنودها إلى الخروج من البلاد في العام 2022 بعدما قضوا فيها سنوات في التصدي المشترك للجماعات المسلحة.
وقرر المجلس العسكري الحاكم الانفتاح سياسيا وعسكريا على روسيا.
وتأتي تصريحات أمادو ألبير مايغا في توقيت يسود فيه التوتر بين “تنسيقية حركات الأزواد” والمجلس العسكري الحاكم، وسط قلق على مصير اتفاق السلام الموق ع في العام 2015.
وكانت التنسيقية قد عل قت فيديسمبر مشاركتها في آليات تطبيق الاتفاق.
وتشكل تصريحات أمادو ألبير مايغا استعادة للاتهامات الموجهة إلى فرنسا بالسماح لتنسيقية حركات الأزواد بالسيطرة على كيدال.
وهو يؤكد أن فرنسا، على الرغم من خروج جنودها، مستمرة في دعم مجموعات “تنسيقية حركات الأزواد” التي أعلنت اندماجها.
وقال “هذه المجموعات الصغيرة مأجورة لبلد آخر يحرضها على مهاجمة مالي”.