توقف اليوم الجمعة، بث خدمة إذاعة بي بي سي عربي بعد 85 عاما من البث كانت حاضرة في كل بيت موريتاني استمعوا عبرها لإعلان انقلابات، وتغيير حكام، وسلسلة من البرامج المتنوعة ساهمت في نشر الوعي، لكن ذلك سيصبح اليوم من الماضي.
لن يكون بمقدور ابراهيم ولد صالح الاستماع بعد اليوم إلى بي بي سي عبر راديو سيارته، كان يحرص على تشغيلها مع ساعات الأولى من كل صباح حين يبدأ عمله اليومي كسائق سيارة أجرة.
يقول ابراهيم ل”صحراء ميديا”، إن إعلان بي بي سي توقف خدمتها شكل “صدمة” له، مؤكدا أنه كان وفيا لها منذ أن كان صبيا.
يضيف ابراهيم، أن إذاعة بي بي سي عبرها استمع إلى الانقلاب على الرئيس الراحل المختار ولد داداه، وإلى أحداث سياسية عالمية وإقليمية كانت حاسمة في تغير المشهد السياسي العالمي.
ظلت إذاعة بي بي سي حاضرة بقوة عند الموريتانيين يحرصون على الاستماع إليها خاصة في الريف، شكلت بالنسبة لهم مصدر المعلومة عبرها يتلقون الأخبار العالمية.
لا ينسى النيني الأيام التي كان يحرص فيها على الاستماع لبي بي سي عربي في باديته، حيث لا توجد فيها التلفزيون أو الانترنت، استقى كل المعلومات منها.
في هذا السياق يقول إنه علم عبرها أن أسامة بلادن قتل على يد قوة خاصة داهمت مجمع سكني في باكستان، مؤكدا أنه كذلك عبرها استمع إلى إذاعة إعلان الغزو الأمريكي على العراق.
ليست الأخبار وحدها ما كانت تربط المستمعين الموريتانيين بإذاعة بي بي سي، إذ وطدت برامجهم المتنوعة علاقتهم بها.
من بين البرامج التي اشتهرت بها الإذاعة “قول على قول” الذي كان يقدمه الإعلامي حسن سعيد الكرامي، وبرنامج ندوة المستمعين، وعالم هذه الظهيرة.
يقول ابراهيم إن بي بي سي كانت مصدرا لنقل المعلومة الموثوقة، كانت المصداقية رأس مالها “نأسف على غيابها”.
وكان موقع بي بي سي عربي قد نعى الإذاعة، ووصفها في تقرير نشره ب”سيدة المشهد ومدرسة يحتذى بإعلامها”.
وقالت إدارة بي بي سي، إن ارتفاع معدلات التضخم وزيادة كلفة التسوية الخاصة برسوم البث المسؤولين دفع إلى خيارات صعبة طالت معظم خدماتها حول العالم.
وأوضحت أنه من أجل الحفاظ على مكانتها بين جمهورها حول العالم، وضعت خطة تتضمن التركيز على تطوير المحتوى الرقمي تحت قيادة رقمية جديدة تطور ما تقدمه من محتوى لمتابعيها.
ونوهت على أن البرامج الإذاعية ستظل متاحة للمستمعين على موقع BBCArabic.com وصفحة “هنا لندن”.