أحداث كثيرة مرت بها موريتانيا خلال العام المنصرم، من مواجهة للأوبئة مع مطلع العام، إلى ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية في وسطه، إلى زيادة الرواتب في نهاية العام، مرورًا بخسارة عشرات الأشخاص بأسباب متعددة.
فيما يلي أبرز 10 أحداث في العام:
حرب مع الأوبئة
دخلت موريتانيا 2022 في ظل موجة قوية من فيروس كورونا المستجد، وبالتحديد متحور «أوميركون».
ففي الرابع من شهر يناير، أعلنت الرئاسة الموريتانية، إصابة الرئيس محمد ولد الشيخ بفيروس كورونا المستجد، كما أصيب عدد من أعضاء الحكومة.
الفيروس عطل جميع الرحلات الدولية للحكومة، كما تجاوزت الإصابات حاجز الألف إصابة يوميا، وتسببت الفيروس التاجي بوفاة العديد من الأشخاص.
كما خاضت المنظومة الصحية الموريتانية خلال عام 2022،حربا مع حمى الوادي المتصدع التي سجلت منها البلاد مئات الحالات أدت إلى وفاة أكثر من عشرين شخصا.
المرابطون.. بداية سيئة ..نهاية جيدة.
في مطلع العام 2022 شارك المنتخب الموريتاني لكرة القدم، في النسخة 33 من كأس الأمم الأفريقية، للمرة الثانية على التوالي، لكن “المرابطون” قدموا أداءً سيئا، وخرجوا من الدور الأول دون تحقيق أي نقطة أو تسجيل هدف، فيما استقبلت شباكهم سبعة أهداف.
لكنهم ختموا العام بطريقة مختلفة، بعد استلام القمري أمير عبدو زمام الأمور، في المنتخب شهر مارس ، إذ حقق رقما قياسيا في وصوله إلى عشر مباريات بدون هزيمة، لأول مرة في تاريخ المنتخب.
كما شهد العام عودة النجم التاريخي للمنتخب مولاي أحمد خليل “بسام”، إلى صفوف المرابطين، وذلك بعد اعتزاله اللعب الدولي، وهو الحدث الذي نال اهتمام الشارع الرياضي خلال الأسابيع الأخيرة من العام 2022.
قتلى على الحدود
في 17 من شهر يناير الماضي، قُتل سبعة موريتانيين داخل الأراضي المالية، وهو الحادث الذي يلفه الغموض، لأنه وقع في منطقة ملتهبة بسبب مواجهات شبه يومية بين الجيش المالي ومقاتلي القاعدة.
تسبب هذا الحادث في غضب الحكومة الموريتانية، التي استدعت سفيرها، كما شكلت لجنة تحقيق في الحادث، الذي أثار احتجاجات وموجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي.
خلال العام 2022 أيضا لقي العديد من المواطنين مصرعهم، خلال تنقيبهم عن الذهب شمالي البلاد أوفي مناطق خارج الحدود الشمالية، نتيجة انهيار آبار التنقيب أو في حوادث القصف خارج الحدود، وعبرت الحكومة عن استيائها من هذه الحوادث (القصف)، إلا أنها كررت أكثر من مرة تحذيرها للمنقبين بعدم الخروج من الأراضي الموريتانية والتقيد بتعليمات السلطات الإدارية والأمنية لهم في هذا المجال.
تقريب الإدارة من المواطن !
في 24 من شهر مارس 2022، فاجأ الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إداراته بانتقادات لاذعة، قال فيها إن الإدارة الموريتانية تعاني من اختلالات كبيرة، مشيرا إلى أنه «آن الأوان لبناء إدارة عصرية وفعالة»
وسرد ولد الغزواني خلال خطاب بمناسبة تخرج إحدى دفعات المدرسة الوطنية للإدارة، نماذج من المشاكل التي تسجل في بعض الإدارات.
أحدث هذا الخطاب هزة كبيرة داخل الإدارة الموريتانية، فعقد الوزراء عشرات الاجتماعات، كما نظم الولاة عشرات الرحلات إلى المناطق التابعة لهم، وأصحبت عبارة «تقريب الإدارة من المواطن» من أكثر العبارات استخداما في القاموس الرسمي خلال العام المنصرم.
أمطار وفيضانات
شهد العام 2022، أمطارا وصفت بالغزيرة في أغلب مناطق البلاد أدت إلى وفاة عشرات الأشخاص أغلبهم أطفال بسبب الغرق أو الصواعق الرعدية، أو انهيار المباني والأعرشة.
كما حولت الأمطار مناطق واسعة من مقاطعتي «دار النعيم» و «تيارت» في العاصمة نواكشوط، إلى مستنقعٍ كبير، فغمرت المياه المنازل والمساجد وقطعت الشوارع، وهجرت عشرات الأسر بيوتها.
وأدت الأمطار أيضا إلى كوارث إنسانية في مدينة انبيكة، بولاية تكانت وسط البلاد،وغمرت المياه أغلب أحياء مدينة كيهيدي، جنوبي موريتانيا بالإضافة إلى عدة مدن وقرى في مناطق مختلفة.
ارتفاع أسعار المحروقات
منتصف شهر يونيو 2022، أعلنت الحكومة الموريتانية عن إقرار زيادة، في أسعار المحروقات بمبلغ 11.5 أوقية جديدة لسعر لتر المازوت، ومبلغ 13 أوقية جديدة لسعر لتر البنزين، الأمر الذي سبب سخطا واسعا في الشارع الموريتاني .
الحكومة بررت الأمر بالارتفاع المستمر لأسعار النفط في السوق العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية مشيرة إلى أن دعم المحروقات كلف الدولة 42 مليار أوقية قديمة خلال الفصل الأول من العام الجاري، فيما وعدت بتخفيض الأسعار فور تراجعها عالميا، وهو الأمر الذي ما زال الموريتانيون ينتظرونه بفارغ الصبر.
المدرسة الجمهورية
تعتبر المدرسة الجمهورية، من أكثر المشاريع محورية في برنامج “تعهداتي” للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وكان مطلع السنة الدراسية الحالية بداية إطلاق المشروع.
وأعلنت الحكومة اتخاذ حزمة من الإجراءات، مع بداية هذا الموسم الدراسي، تتضمن حصر السنة الأولى في المدارس العمومية، وتوحيد الزي المدرسي وتعميمه على تلاميذ المرحلة الابتدائية.
وأنشأت الحكومة الموريتانية، صندوقا لدعم المدرسة الجمهورية، سيتم هذه السنة تزويده من ميزانية الدولة بمبلغ عشرين مليار أوقية قديمة.
فشل التشاور السياسي .. ونجاح التشاور الانتخابي..
في شهر مايو من العام الفارط، عقدت الأطرافُ السياسية حوارا تحت إشراف الأمانةِ العامة لرائاسة الجمهورية، أريد لذلك التشاور أن يناقش كل القضايا العالقة في موريتانيا.
لكنه سرعان ما باء بالفشل، بسبب انسحابات في صفوف المعارضة، وأعلن الأمين العام السابق لرئاسة الجمهورية يحيى ولد أحمد الوقف، تعليقه إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي وصفته المعارضة في بعض تصريحات قاتها بـ «الطعنة في الظهر» و«الفضيحة للنظام».
بعد أشهر من التعليق التشاور السياسي، استطاعت وزارة الداخلية الموريتانية، تنظيم تشاور حول الانتخابات توج بتوقيع وثيقة بشأن « التحضير التشاركي للاستحقاقات القادمة».
واتفقت الأطراف السياسية في البلاد، على تنصيب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الجديدة قبل 31 أكتوبر 2022، لتمكينها مـن التحضير «الجيد و المبكر والتشاركي للانتخابات المقبلة تمهيدا لتنظيمها لاحقا»، وهو ما تم، فقد شكلت لجنة للانتخابات التي اختير لرئاستها وزير الداخلية الأسبق الداه ولد عبد الجليل، فيما عين الخبير الدستوري محمد الأمين ولد داهي نائبا.
زيادة الرواتب
خلال خطاب ذكرى الاستقلال الوطني، أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، زيادة الرواتب بمبلغ قدره عشرين ألف (20000) أوقية قديمة، لصالح جميع الموظفين والوكلاء العقدويين للدولة المدنيين والعسكريين، وذلك ابتداءً من فاتح يناير 2023.
وأشار الرئيس إلى أن هذه الزيادة، تمثل لـ 40% من الموظفين زيادة بأكثر من 20%.
كما أعلن الرئيس خلال خطاب بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني، رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، وزيادة الإعانات العائلية المدفوعة من قبل نظام الضمان الاجتماعي بنسبة 66 %.
ووعد الرئيس في خطابه، بدفع مكافأة تشجيعية إضافية للمعلمين، والأساتذة، وطواقم التأطير العاملين في المدارس الأساسية، والمؤسسات الثانوية، طيلة السنة الدراسية، قدرها عشرة آلاف (10000) أوقية قديمة.
الهجرة عبر جدار المكسيك
ودع الموريتانيون العام المنصرم، فيما تتوق أحلام الكثير من الشباب للهجرة إلى الولايات المتحدة الآمريكية، عبر جدار المكسيك، الذي أضحى واحدا من أشهر المعالم لدى الموريتانيين، فمن فوق ذلك الجدار، قفزت أحلام الكثير من الموريتانيين نحو «الحلم الأمريكي» فيما ترنو أعين الكثير من الشباب إلى ذلك «الفردوس» الموعود.
لا توجد أعداد دقيقة حول عدد المهاجرين الموريتانيين هذا العام إلى الولايات المتحدة، لكن المؤكد أن هذا العام شهد عددا غير مسبوق بتاريخ أميركا لعابري الحدود خلال عام.
فقد ألقت دوريات القبض على ما يقرب من 1.7 مليون شخص،من شتى أنحاء العام، خلال العام الأخير، وهذا أكبر عدد من المهاجرين غير النظاميين في التاريخ لسنة واحدة