في شارع القدس؛ أحد أشهر شوارع العاصمة نواكشوط، كان حماس الجماهير ملتهبا بعد واقعة الأسود التي كسروا فيها كبرياء البرتغال، وحققوا الحلم العربي والإفريقي.
هنا في قلب نواكشوط، لم تهدأ الجماهير طيلة المباراة التي جمعت المنتخب المغربي ونظيره البرتغالي، لقد رقصوا كثيرا ودعوا أكثر، وكان يوسف النصيري محقق آمال هذه العيون الشاردة.
بكت سيدة في الخمسين من العمر، وبدأت توزع العناق والتبريكات، داخل قاعة فسيحة للحفلات، جمعت ديبلوماسيين ونوابا برلمانيين وجمهورا مغربيا عريضا، وحضورا موريتانيا استثنائيا.
لم تكن تتوقع الجماهير التي اجتمعت في هذه القاعة بدعوة من السفارة المغربية في نواكشوط، لمشاهدة المباراة، أن تعبر المغرب للنصف النهائي على حساب المنتخب البرتغالي الذي يمتلك نجوما بارزين في كورة القدم.
لكن رأسية النصيري كان لها الدور الحاسم في سير المباراة، لم تهدأ بعدها القاعة ولا الشارع المطلة عليها؛ طبول تدق وزغاريد وحماس منقطع النظير.
في شارع القدس اختلطت الدموع العربية بالأغاني والأهازيج الإفريقية، كانت أمسية استثنائية أهدى فيها أسود الأطلس لهذه العيون الطامحة، فوزا ثمينا أهله للمربع الذهبي في كأس العالم.
تقول النائب في البرلمان الموريتاني، زينب بنت التقي، إنه «حُق للموريتانيين أن يخرجوا عن بكرة أبيهم فرحا بهذه الانتصار التاريخي».
تضيف بنت التقي في تصريح ل«صحراء ميديا» أنها تحيي أسود المغرب العربي «الذين أعادوا البسمة على أفواه الشعوب العربية والإسلامية، وأكدوا لنا أن الفوز ممكن».
كلمة الجماهير واحدة، كلها فرح وأمل بأن تعبر المغرب إلى نهائي كأس العالم، وأن تحقق للشعوب العربية والإفريقية الحلم بالتتويج في البطولة.
جابت المسيرة الراجلة شارع القدس حتى وصلت إلى مبنى السفارة المغربية، وتجمعوا أمامها بطبولهم وأبواقهم وأعلامهم وأحلامهم التي لم يعد يقف دون تحقيقها سوى مبارتين فقط.
اجتازت المغرب إلى المربع الذهبي بعد كرواتيا والأرجنتين، في انتظار مباراة فرنسا وإنجلترا، والفائز في هذه الأخيرة سيلتقي المغرب في النصف النهائي.