وقعت المملكة العربية السعودية والصين، اليوم الخميس، اتفاقية للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، بالإضافة إلى 35 اتفاقية استثمارية، على هامش قمة يعقدها قادة البلدين اليوم الخميس في الرياض، في إطار زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة، التي ستشهد أيضًا عقد قمتين خليجية – صينية وعربية – صينية.
واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء اليوم الخميس، الرئيس الصيني في قصر اليمامة بالرياض، بحضور ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وتباحث الطرفان قبل أن يوقعا اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، في تصريحات صحفية، إن هذه الاتفاقيات تخطت بشكل كبير المجالات التقليدية المعهودة في الشراكات بين المملكة العربية السعودية والصين.
وأضاف أن الطاقة كانت حاضرة بقوة من خلال الطاقة المتجددة تحديدا، لكن أيضا كانت هناك اتفاقيات مهمة جدا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وفي الخدمات الصحية، وتقنيات البناء ومواد البناء الحديثة والمتقدمة، في المعادن والتعدين، وصناعات المواد المتقدمة مثل الألمنيوم حيث يخطط لتأسيس مشاريع متكاملة لصناعات الألمنيوم على ساحل البحر الأحمر.
ولفت إلى أن جزءا كبيرا من هذه الصناعات سيمكن المملكة من تحقيق هدفها بأن تكون موقعا أساسيا لسلاسل الإمداد المرنة في المستقبل.
وفي حين كشف أن “الاتفاقيات التي وقعناها اليوم تفوق عشرات المليارات من الدولارات”، دون إعطاء رقم محدد.
وأوضح الفالح أن “بعض هذه الاستثمارات لها رقم محدد بينما أغلبها في مرحلة الدراسة أو يستهدف استثمارات على نطاقات من الاستثمارات المحتملة”.
جدير بالذكر أنه أعلن في السابق أن القمة السعودية الصينية ستشهد توقيع اتفاقات مبدئية بقيمة تزيد على 29 مليار دولار.
وأكد وزير الاستثمار السعودي أن زيارة الرئيس الصيني “تعكس حرص قيادتي البلدين على تنمية وتعزيز العلاقات والشراكة بينهما في جميع المجالات، بما فيها الاقتصادية والاستثمارية”؛ مضيفا أن الزيارة “ستسهم في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين”.
وتعد الصين الشريك التجاري الأول للسعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث بلغ حجم التجارة البينية نحو 83 مليار دولار في 2021، بزيادة قدرها 39 في المئة عن العام الذي سبق.
وتراهن السعودية على الصين كشريك في “رؤية 2030” الاقتصادية الإصلاحية، حيث تسعى إلى إشراك الشركات الصينية في مشاريع عملاقة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن الوقود الأحفوري.
ومن أبرز هذه المشاريع مدينة “نيوم” المستقبلية التي تبلغ قيمة الاستثمارات فيها 500 مليار دولار، وستعتمد بشكل كبير على تقنية التعرف على الوجه والمراقبة.
وكان من أبرز الاتفاقيات الموقعة اليوم خطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي خطة ستمكن السعودية عبر موقعها الجغرافي من الربط بين ثلاث قارات: آسيا وأوروبا وأفريقيا.
وكان الرئيس الصيني قد استقبل صباح اليوم في قصر اليمامة بالرياض من طرف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يجري قادة البلدين مباحثات، أعقبها توقيع الاتفاقيات بين شركات من البلدين.
وتستمر زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض لثلاثة أيام، على أن يحضر غدا الجمعة قمة خليجية صينية وأخرى عربية صينية، كما يتوقع أن يجري مباحثات ثنائية مع بعض القادة العرب الحاضرين في الرياض.
وتسعى الصين لتعزيز علاقاتها بالعالم العربي، عبر البوابة السعودية، إذ أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن زيارة الرئيس الصيني للرياض تعد “أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية”.