لحظات صعبة ومثيرة، عاشها جمهور المنتخب المغربي، في صراع الأخير مع بطل العالم إسبانيا، نحو التأهل للربع النهائي لكأس العالم، كان لها ذات الصدى في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
عشرات الموريتانيين، تجمعوا في ملعب «ملح» بالعاصمة نواكشوط، لمشاهدة المباراة الحاسمة بين المغرب وإسبانيا، في مواجهة لم تكن سهلة على الطرفين.
الجمهور تابع المباراة من خلال شاشة عرض عملاقة، وفرها الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع نظيره الموريتاني، في الملعب، في مبادرة أُطلق عليها «من قطر إلى العالم»؛ لعرض جميع المباريات لجماهير الكورة في كل أنحاء العالم.
في «ملح» كان حماس الجمهور على قدر ارتفاع درجات الحرارة؛ يبدو أن التشجيع هنا موحد، الجميع يصدح «لمرابط .. لمرابط» نجم المنتخب المغربي.
تصفيق حار عند الفرص وتعابير الحسرة عند ضياعها؛ الأحكام هنا قاسية، لامبرر أبدا في منطقهم لهدر الكرات وتبديد الفرص، حتى قطع الإسبان للكرة غير مقبول.
الجمهور في تركيز تام، يصدر الأوامر للاعبين، كأنه في قلب الحدث، الكل يمارس دور المدرب، لا أحد يتقبل الأخطاء؛ إنهم يريدون النصر وتأهل المغرب.
كانت ركلات الترجيح مثيرة، لعبت على أعصاب الجمهور، صراخ بأعلى صوت «بونو .. بونو .. بونو» الحارس المغربي الذي أهدى المستحيل لهذه الجماهير الأطلسية المتعطشة للفوز.
سالت الدموع هنا في «ملح» سجدوا وصفقوا، بعد حسم المغرب للمعركة في ركلات الترجيح بثلاثية نظيفة.
يقول أحد الحضور إنه مشجع عريق للإسبان «لكن هذا المغرب.. كيف نشجع غير إخوتنا، لقد أدخلوا علينا الفرح والسرور».
الهلال الأحمر المنظم للمبادرة، التي رحب بخا الجمهور، يقول إن هذه المبادرة تهدف إلى «بث كل المباريات في موقعين مختلفين من نواكشوط، أحدهما ملعب ملح والثاني ملعب آرينا في السبخة».
يضيف شهاب الصالحي، مدير مستشفى حمد بن خليفة وممثل الهلال الأحمر القطري، في تصريح ل«صحراء ميديا» أن الغاية من هذه المبادرة هو «إتاحة الفرصة للجماهير وللشباب الراغب في متابعة المباريات».
وتابع أنها جاءت بإشراف من الهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع الجمعيات والسلطات في قطر والهلال الأحمر الموريتاني.
وأشار أن هذه المبادرة التي تستمر حتى نهاية كأس العالم، «ستتخللها أنشطة تثقيفية حول السلوكيات السليمة، بالإضافة إلى توعية صحية ومداخلات في مجال الإسعافات الأولية والنظافة وحماية البيئة».