توفي مساء أمس الخميس العالم الموريتاني محمدي ولد المصطفى، وهو أحد أبرز أساتذة محظرة النباغية، جنوب غربي موريتانيا.
وتوفي الفقيد عن عمر يناهز السبعين عامًا، وهو واحد من أول الدارسين على العلامة محمد فال (اباه) ولد عبد الله، في محظرة النباغية.
وبعد سنوات من الأخذ والتعلم، أصبح الفقيد أستاذًا في المحظرة منقطعًا لتدريس الطلبة، فلقن المئات من الموريتانيين والأجانب الذين توافدوا عليه طلبا لعلمه.
أشتهر الفقيد بالزهد في الدنيا والابتعاد عن الظهور، ولكنه حظي بشهرة واسعة بين طلاب العلوم الشرعية في البلاد.
للفقيد أكثر من ثلاثين مؤلفًا، تناولت تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة النبوية، واللغة العربية والنحو والشعر.
ونعاه الكثير من طلابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة من الأجانب الذين درسوا عليه في محظرة النباغية.
وكتب العالم المغربي عمر الحدوشي، الذي درس عليه: (سقط هذه الليلة نجمٌ عظيم)، ثم أضاف في منشور موسع حول الفقيد: “إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي الليلة شيخي ومعلمي وأستاذي العلامة المحدث الأديب الأريب المشارك المطلع، الزاهد العابد الورع، محمدي ولد المصطفى، والذي رفع السموات بغير عمد إن موته موتُ العالَمِ”.
وأضاف: “والله إن موته مزق قلبي، وهدم كياني، لما اتصل علي الأستاذ محمد الأمين أخبرني بموته أحسست بهزة عنيفة في قلبي بكيت بكاء مريراً، لأنني أعرف قدره وعلمه ونفعه، علم وعمل، ما رأيت مثله في زهده وورعه، وأدبه، وسمته، ودله، وعلمه، وكرمه، وعفة لسانه”.
كما كتب الأستاذ والعالم المختار ولد حماده: “إنه لمن لا يعرفه لأحد الأعلام الأفذاذ الغرباء الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (فطوبى للغرباء)”
وأضاف: “إنه أحد أفراد الجيل الأول، عرفته منذ عرفته على طريقة واحدة من الاشتغال بالعلم تدريسا وتأليفا ومطالعة ومذاكرة لا يزاحم ذلك شيء من الأمور سوى أخلاق كريمة، وإحسان على طلبة العلم”.