اتفقت موريتانيا وغينيا الاستوائية، أمس الاثنين، على إقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء بين نواكشوط ومالابو، ضمن ست اتفاقيات وقعها البلدان على هامش زيارة صداقة وعمل يقوم بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى غينيا الاستوائية.
وكانت موريتانيا قد عينت العام الماضي سفيرًا لها في غينيا الاستوائية، حيث توجد جالية موريتانية معتبرة، تنشط في مجال التجارة، كما التقى وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك مؤخرًا نظيره الغيني الاستوائي عدة مرات في أنشطة دولية.
ولد الغزواني وصل إلى ملابو برفقة وفد ضم وزير الخارجية، ومسؤولين في رئاسة الجمهورية يتقدمهم مدير الديوان إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
الزيارة التي وصفت من طرف الحكومة الغينية بأنها “زيارة صداقة وعمل”، تأتي قبل يومين من احتفال غينيا الاستوائية بالذكرى الـ 54 لعيد الاستقلال الوطني، حيث تستقبل مالابو العديد من الوفود الدولية المشاركة في الاحتفالات، بما في ذلك الوفد الموريتاني.
واستقبل ولد الغزواني في المطار من طرف الوزير الأول، قبل أن يتوجه إلى القصر الرئاسي حيث استقبله الرئيس أوبيانغ نيغويما، وأجرى معه مباحثات حول “المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وخصوصًا ملف إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، بالإضافة إلى تشكيل لجنة عليا مشتركة للتعاون”، وفق مصدر رسمي غيني.
من جهة أخرى، عقد وفدان من البلدين اجتماعًا ترأسه وزيرا الخارجية، ناقش وراجع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، قبل التوقيع عليها بحضور الرئيسين.
وتمحورت الاتفاقيات التي وقع البلدان، حول ملف إقامة العلاقات الدبلوماسية وتشكيل اللجنة المشتركة العليا للتعاون، بالإضافة إلى اتفاقية للتعاون في مجال الصيد البحري، ومذكرة تفاهم حول تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والفنية.
ووقع البلدان أيضًا مذكرة تفاهم ستفضي إلى إلغاء التأشيرة المتبادل بالنسبة لحاملي جواز السفر الدبلوماسي أو جواز سفر الخدمة، ومذكرة تفاهم أخرى حول التشاور الدبلوماسي.
وناقش الوفدان الموريتاني والغيني النظام الداخلي للجنة المشتركة العليا للتعاون بين البلدين، وآلية عملها من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وبعد توقيع الاتفاقيات، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن موريتانيا ستعمل على “تعزيز وتطوير وتقوية” هذه العلاقات الدبلوماسية.
وعبر الرئيس الموريتاني عن سعادته بإقامة هذه العلاقات مع غينيا الاستوائية في أول زيارة صداقة وعمل يقوم بها رئيس موريتاني لمالابو، متقدما بالشكر إلى الشعب الغيني على “حسن الضيافة”.
من جانبه، رحب الرئيس الغيني الاستوائي بضيفه، معبرًا عن سعادته بما توصل إليه البلدان من اتفاق، قبل أن يدعو إلى “متابعة الاتفاقيات الموقعة حتى تتجسد على أرض الواقع، وتعود بالمنفعة على شعبي البلدين”.
وتحدث الرئيس الغيني في خطابه عن “التضامن السياسي ما بين الدول الأفريقية”، وشدد على ضرورة “مواجهة الاستعمار الجديد، بصفتها أولوية ملحة”، وفق تعبيره.