في وقت تغمر معظم أحياء نواكشوط مياه الأمطار، وتسبح بعضها على برك المياه، فإن هناك من استفاد من هطل الأمطار، هم ورش إصلاح السيارات.
“صحراء ميديا” زارت إحدى هذه الورشات؛ حيث تتكدس عشرات السيارات معظمها تعطلت بسبب العبور من مستنقعات وبرك خلفتها الأمطار التي شهدها نواكشوط نهاية الأسبوع الماضي.
من بين المتضررين من الأمطار مولاي الذي جاء إلى هذه الورشة بعد وصول المياه داخل عادم السيارة ما أدى إلى حدوث أعطال داخل المحرك، وفق تشخيص المهندس الميكانيكي.
يقول مولاي في تصريح لصحراء ميديا إنه منذ يومين ينتظر صيانة سيارته، فدوره لم يحن بعد مازالت أمامه خمس سيارات تنتظر هي الأخرى الدور.
ضغط كبير على هذه الورشة التي يديرها خديم، فقد تضاعفت في الأيام الأخيرة السيارات التي تحتاج للصيانة، مبررا ذلك بأن كل الأعطاب التي فحصها ناتجة عن العبور في مياه الأمطار.
ويقول خديم إن أبرز الأعطال التي أصابت السيارات خلال الأمطار الأخيرة، انسداد مرشح الهواء (فلتر)، وإتلاف المصابيح الأمامية.
يضيف خديم الذي يعمل في مجال الميكانيكا منذ سنوات، أنه اضطر إلى تمديد ساعات العمل لالتزامه بإصلاح السيارات وتسليمها في الموعد المحدد.
ينهمك خديم في فك البراغي من إحدى السيارات، على وقع نقاش بين ملاك السيارات حول تأثير الأمطار على السيارات والخسائر التي يتكبدونها من أجل إصلاحها، فيما يستمع لهم المكيانكي مكتفيا بابتسامة رضى عن مستوى الإقبال عليه.
إقبال لا تخطئه العين، فمعظم ورشات الإصلاح في مقاطعة لكصر في نواكشوط، تشهد نشاطا يقولون إن انتعاشه زاد مع هطل الأمطار الأخيرة.
هذا ما يؤكده محمدو الذي يملك ورشة ، يعتبر أنه خلال هذه الأيام تمكن من صيانة عشرات السيارات، تعطلت بسبب الأمطار.
لا يخفي أحمدو سعادته من انتعاش ورشته وزيادة دخله هذه الأيام، فالأمطار يعتبرها خير وبركة، ويجب أن “لا نتأفف منها، فما دامت هطلت فهناك أهداف من ورائها تعجز مداركنا عن فهمها، فما علينا إلا أن نحمد الله”.
ينهي أحمدو محاضرته، ثم يبدأ العمل في إصلاح أعطاب سيارة بدا أن صاحبها غير راض عن السعر الذي حدد له من أجل إصلاحها، ويسعى للحصول على تخفيض.
يقول صاحب السيارة إن أصحاب الورشات زادوا أسعارهم مستغلين ما شهده نواكشوط من أمطار “كانت آفة على سياراتنا”.
يضيف أن “هذا موسم ورشات إصلاح السيارات وأصحاب محلات تجزئة قطع غيار السيارات بدورهم رفعوا أسعار بعض القطع نظرا للإقبال الكبير عليها”.
فيما يتوقع مولاي أن تزداد معاناة سكان نواكشوط عندما يستمر هطل الأمطار كما هو متوقع خلال الأيام المقبلة، وهو وضع قرر أن يواجهه بركن سيارته في المرآب حتى لا تتعطل مرة أخرى وتزداد تكاليف صيانتها.
وبحسب الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية فإن العاصمة نواكشوط ستشهد خلال الساعات المقبلة تساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة.
