أدى الموريتانيون صباح اليوم الأحد، صلاة عيد الأضحى في المساجد والساحات في مختلف المناطق دون التقيد بالإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة كورونا بعد إعلان وزارة الصحة ظهور سلالة جديدة من متحور أوميكرون.
وفي ساعات مبكرة من الصباح توافد العشرات على مسجد ساحة ابن عباس، وسط العاصمة نواكشوط، حيث أدى الوزير الأول محمد ولد بلال وعدد من أعضاء الحكومة، الصلاة فيه.
وقال إمام الجامع السعودي بموريتانيا أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن خلال خطبة العيد التي بثت عبر وسائل الإعلام العمومية، إن “من تقوى الله أن يتقرب المؤمن بالأضحية إلى الله تعالى القادر الذي لا تجحف به”، مؤكدا أنها سنة من سنن الإسلام وشعيرة من شعائره وقد واظب عليها الرسول الكريم.
وشدد ولد حبيب الرحمن في خطبته على أنها سنة وشعيرة، إنما تشرع وتطلب من القادر عليه الذي لا تجحف به.
واعتبر أن من يتكلف فيها غير مشروعة له “فينبغي للمسلم أن يتحرى شرع الله تعالى، ويتجنب من تباع الهوى”.
ويحتفل الموريتانيون بهذا العيد، وسط ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، زاد من حدتها ارتفاع سعر الأضاحي هذا العام، فقد وصل متوسط سعر الواحدة نحو 54 ألف أوقية قديمة.
لكن ارتفاع سعر الأضاحي لم يمنع محمد ولد امبارك عن شرائها، وشراء مستلزمات العيد لأطفاله، إذ يقول إن “الغلاء أرغمه على الاستدانة من أجل إدخال البسمة والفرحة على عائلتهّ”.
وأضاف ولد امبارك الذي يعمل في سلك التعليم في حديث لـ”صحراء ميديا”، أن راتبه بالكاد يغطي الحاجيات الأساسية التي تحتاجها أسرته من مأكل وشرب في الشهر بالأحرى أن يشتري بها مستلزمات العيد”.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الأضاحي، فقد حرص الموريتانيون على ذبح الأضحية اقتداء بسنة رسول صلى الله عليه وسلم وتأدية مناسك عيد الأضحى الرئيسية.
كما وزعت عدد من الجمعيات الخيرية عشرات الأضاحي على المعوزين الموريتانيين الأكثر هشاشة في مختلف المناطق النائية في موريتانيا.
ولتخفيف أعباء العيد عن الأسر الهشة أطلقت الحكومة الموريتانية وسط الأسبوع الماضي، مشروع “أضحيتي”، إذ يهدف بحسب الحكومة إلى مشاركة هذه الأسر في لحظات “الفرح” والأعياد الدينية.
فقد وزعت السلطات في كيفه عاصمة ولاية لعصابة، أمس السبت، أضاحي استفادت منها 100 أسرة متعففة من المسنين.
وبحسب الحكومة، فإن مشروع “أضحيتي” تسعى من خلاله إلى التأكيد على ألا تظل المؤازرة محصورة في الأوقات الصعبة بل تكون في لحظات الفرح أيضا”.